مقالات

عُـد مُواطناً إنساناً.. فثمة مكروهٍ يصيب الوطن

التاج الإخباري – غادة الخولي
عبثاً نحاول ألا يَجسَّ تفكيرنا وجع قلب الوطن، فنحن لا نملك الآن تـرفَ اللا مبالاة ، و عبثاً نحاول أن نغلق أعيننا عن رؤوسِ القلق وهي تُطلُّ علينا ما بين كمَّامةِ أطفالنا ، و جهازهم للبُعد ، وما بين يوم عملٍ و يوم بلا عمل ، وذاك الترنُّحِ بين الحالين يتشظَّى هدأةَ فكرنا.
أردننا ليس بخير إن بقي على أرضه من يهزأ بالمرض و لقاحه ، فهذا الفساد الأكبر الذي سينخر بخاصرته، فنحن أمام معضلاتٍ وطيدة، وحان الوقت لندرك أننا نخسر المتاجر بين مغلقٍ و معروضٍ للبيع ، وبين عاطلٍ ومتعطّلٍ عن العمل، فكم من المصانع والمنشئات التي بترت بإغلاقها رزق العائلات ، وفي هذه المرحلة والتي تعتبر كارثية على مجتمعٍ ينساق ما بين متعثرٍ و على قاب قوسين من إعسار ، أردننا يدنو للهاوية إن حملنا بين أكتافنا عقولاً لا وعي فيها لمستجداتِ الوباء اللعين… وأثره البالغ حد الصميم في بنية البلد.
نعم .. نحن شعبٌ تجرَّعنا اليأسَ من الحكومات الماضية ، و كَفَّـتُنا الرَّاجحة هي عدم الثقةِ بأي حكومةٍ تأتي ، لكن دعنا نعقد رهاننا على حبنا لهذا الوطن ، و نلتقط معصم كلّ من يحاول أن يزيح الغبار عن وجهِ المشكلات ، إن كان فرداً أو وزيراً مسؤولاً أو حكومة ، ثمة مكروه يصيب الوطن فطعن الفساد و الوباء والفقر والبطالة في ظهرهِ تفضحه ، ليردَّنا المواطن داخلنا ، ذاك النشمي الحريص على أرضه و جاره ومن حوله كما أولاده.
فالمكروه يتطاول للوصول إلى الصحة و العمل و الأمن النفسي بالقلق ، لا بد أن نتكافل فيما بيننا ولو بالبسيط ، كتوفير جزء من فاتورة كهرباء لهذا أو مؤونة غذاءٍ لذاك ، أو المساهمة بالقسطِ الجامعي لإبن أحدهم ، والكثير من قضايا العازةِ المجتمعية ، لتعزيزِ ترابط الجذور بين الأفرادِ بدايةً، هذا التكافل أكبر وأولى بكثير من تكافل 1 و تكافل 2 و مساندات المنصات الإلكترونية ، لنضع خرسانة متينة لأرضية مواتية لصراعٍ قد يفتك بأفراد المجتمع ، صحةً و تعليماً و بطالةً ومن ثم ترابطاً ، للحد من زحفِ كارثة قد تصيبه وذلك بأبسطِ الإمكانيات، لنكون نموذجاً ملهماً يُحتذى به، عبر تاريخ أردننا ، فالأصل بالأردني النشميّ غلَّاب ، يردُّه الإنسان الصحيح الذي يسري بدمائه الإيثار، فكم يُثلج قلبي حينما كان يسأل أحدهم على موقع تواصلٍ عن إسم فندق يبات فيه بالكرك أو بالسلط أو معان … لأرى إنسيال الدعوات لتجاوبه أن بيوتها مفتوحة له بالرَّحب و السّعة ، نحن الشعب المُتوّج بالكرم لدينا به ما يكفي الطمأنينة بالقلوب، و لرأبِ الصدعِ لنفسية الأردني المثقل يأساً و همّاً لننقش على معالم وجهه الأسمر أن ما زال هناك حضوراً بالخير في بلادنا و مازال متّسع لاستحقاقِ العيش له و لأبنائه في هذا البلد ..
لنثبت للعالم أن ثمة مكروهٍ يصيب الوطن من وباءٍ و عوزٍ نعم ؛ لكننا جديرون بالمواجهة بتلقي اللقاح و بالتكافل و التصدّي بـ سيروم الإنسان المواطن النشميِّ في عروقنا … و من ثم التعافي إن شاء الله ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى