“تركة العواملة”
التاج الإخباري – توفي عدنان العواملة و قد ترك وراءه ورثة فنية ذات قيمة ثقافية عميقة و سياسية هامة ، فقد أنشأ المركز العربي للإنتاج الإعلامي عام 1983 ، و حصل على جائزة الإيمي العالمية تكريما له على مسلسل الإجتياح و أول من يحصل على هذه الجائزة في الشرق الأوسط.
انطلق العواملة عربيا لإنتاج و إخراج عدة أعمال من المسلسلات الثقافية و السياسية و الإجتماعية إلى الأفلام الوثائقية و أفلام الأطفال، صنع الكثير من النجوم العرب و سلط الضوء على الكثير من المكونات العربية الإجتماعية و الثقافية و الأحداث و القضايا السياسية، و التي ترسخت في أذهان العرب كواقع عربي أبدع المنتج و الممثل و المخرج في تقديمها للجمهور العربي.
لم يكن العواملة تجاريا في عرضه و أعماله و لم يكن هينا في إخراج منتج فني هام و راقي ترك بصمة في الدراما العربية و الأردنية، فمعظم الممثلين و الكتاب العرب الهامين قد شاركوه أعماله، فكان ذكيا بالاختيار و له بعد نظر في طرح القيمة الفنية و آثارها و نتائجها في الحاضر و المستقبل.
ترك العواملة و راءه ما ستشهد عليه الأجيال المتعاقبة من إبداع فني ثقافي و سياسي هام ، و سيبقى متكرر الذكر و المشاهدة ليكون مرجعا ثقافيا و سياسيا و اجتماعيا هاما على اختلاف وجهات النظر.
فمن ينسى المسلسل البدوي الشهير “نمر بن عدوان” الذي قدم موروثا أردنيا محترما بالقصة و العرض و تقبله المشاهد العربي بقوة لصدق التفاصيل و سلاسة عرضها و عمقها.
و مسلسل الإجتياح السياسي الإجتماعي و الذي عرض فيه معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية و جنين عام 2002 والذي حصل على جائزة الإيمي العالمية عن فئة المسلسلات الطويلة .
ومسلسل “الطريق إلى كابول” و الذي عرض التجربة الأفغانية تاريخيا و سياسيا و اجتماعيا و علاقة العرب و الإسلام فيها .
عدنان العواملة سيبقى اسمك في قلوبنا و عقولنا ما حيينا، فلا ننسى من يحاول في النهضة الفكرية و ينجز و يبدع.
سلاما على روحك سلاما.
حنين عبيدات