مقالات

توجيهات الملك للميدان و ما بين السطور ..

التاج الإخباري _ غادة الخولي
في ظلِّ كارثة كورونا و ما يشهده العالم من آثارٍ ظاهرية و حقيقية قد حوَّلت إتجاه العالم إلى بوصلةِ الهلع والخوف، و عدم الأمان.. أشار سيدنا بتوجيهاتٍ له لكلِّ المؤسسات العامة بالتعاون و التنسيق بشكلٍ وثيق خصوصاً بين الحكومة و مجلس الأمة..
و أكد جلالته ضرورة تعزيز التواصل مع المواطنين قائلا : “نجاح أي وزير و وزارة هو التواصل مع الناس والتواجد في الميدان”.
من هذا المنطلق على كل مسؤول الوقوف على أي أزمةٍ يمرُّ بها الوطن ، بشكلٍ جدِّي و حيثي و يومي، و على أي مسؤول على اختلاف رعيَّته هنا ألا يقتصر دوره على جولة تفقديَّة أو الوقوف في الميدان فقط ، بل عليه توضيح معالمِ أي مشكلة و إبرازها على الملأ دون لثام ، و بشكلٍ واضح دون التقنُّع خلف إظهار اللا معضلة .. و عليه القيام بالتفكير بالمشكلة و إعداد الخطط لها بحلٍّ سريع، والتفكير الإستراتيجي لإيجاد حلول مستقبلية لأي مشاكل ليتوِّج مسؤوليته بحلول كلِّية لا جزئية ، و يكون له كامل الذرائع لممارسة الضمير الإنساني في الإجتهاد لخدمة هذا الوطن ، و من أسمى الجهود التي يجب توظيفها الآن في كارثية تداعيات كورونا هو التقوقع حول تطوير البحث العلمي لإيجاد مُضاده و الوصول إلى المصلِ الخاص بدولتنا، حيث أن الدولة التي لا تُوَلِّي موضوع البحث العلمي أول أولوياتها لا تستحق الحياة ، ستعيش كالطُفيليِّ عالةً على الدول الأخرى ، علينا فقط أن نُلقي نظرة خاطفة للدول المُصنِّعة للُّقاح و نكتشف كيف تُدار أبحاثهم بذكاء ، و افتراس حذاقتهم و سرعة إنجازهم مع وجود العلماء و ذوو الخبرة لدينا ، علينا ألا نثكل المزيد من الضحايا الصحيَّة و الاقتصادية ..
علينا ألا نستجدي أبواب الغرب بلقاحهم و تطورهم به ، وننتظر خلاصة أبحاثهم ونرضى أن نتذيَّل أولوياتهم ونأخذ فُتاتَ تجاربهم ..
لكيلا نندهش من اهتمامهم بإنسانهم و سفكِ كرامة إنساننا نحن صحياً و مادياً ..
لفت انتباهي الرئيس الروسي عندما أعلن عن المطعوم الروسي جاء الإعلان بشكلٍ متلفزٍ و مباشرٍ و بشكلِ مرسومٍ جمهوري من عدة نقاط، كان أولها .. ” يُمنع إخراج المطعوم قبل أن يكتمل تطعيم مواطني روسيا” .. هذه رسالة واضحة لكلِّ من يقتات على فتاتِ تجاربهم ..
في العالم العربي أكثر من ٥٠٠ جامعة، لم يتم تصنيف جامعة واحدة ضمن المئة الأولى في العالم ، والعالم العربي عموماً لا يضع ضمن موازنة الدولة ولا يشترط على الجامعات وضع بند البحث العلمي ضمن موازناتها ، وأفضل دولة عربية خصَّصت للبحث العلمي لم تتجاوز 0،5% من موازنتها فقط .. أي باختصار عنصرية الغرب مُبرَّرة ؛ وذلك بتقصيرنا وتهجير العقل الوطني للخارج، يجب أن تستيقظ صحوة عقولنا من غفلتها .. وتنهض .. بالاحتفاظ بمن يملك الكفاءة والاجتهاد لأي بحثٍ علمي.. وإحاطته بمختلف الفرص و تهيئة دراسته لأي تطور، للإحتفاظ به بخدمةِ بلده الذي هو الجدير بعلمه و جهده و خدمته ..
علينا أن نكون بالميدان كما وجَّهنا مليكنا، نحمل المسؤولية على عاتقِ الضمير الكامل، بشكلٍ شامل مرابطين لوطيسِ معركة الوباء و المُعضِلات كافةً لخدمةِ هذا الوطن و أهله..و النجاة به..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى