مقالات

من الذين قصدهم أخو ارشيدة بالمتباكين على (رحاب)

التاج الاخباري- فراس أخوارشيده

بمناسبة انتخابات المجالس البلدية واللامركزية القادمة وكما هي في النيابية تطالعنا أصوات ومنشورات يتباكى بها أصحابها ويتوجدوا على بلدة “رحاب” خاصة وقضائها عامه وما يعانيه من بطالة وفقر وتردي في مستوى الخدمات وما يتبعه من سوء واقع وشظف عيش بالمقارنة مع غيره من الأقضية.
ويعزون ذلك إلى غياب تمثيل رحاب أو بسبب ضعف وتقصير من وصل لتلك المواقع!!

أمام تكرار مثل هذه المنشورات وتجدد تلك الأصوات وغيرها من الفعاليات أراني ومن يتفق معي مدفوعا بحكم الأمانة الأخلاقية والمسؤولية الإجتماعية نحو مكاشفة وكلمة حق لا بد لها أن تقال:

ويجدر ابتداء أن أذكر بالتزام ووضوح تام بأنني لن أتقدم لشغل أي من المواقع العامة الإنتخابية -ولا اسعى حتى لتلك التي بالتعيين- طالما لا زال التعامل مع تلك المواقع والنظرة إليها من قبل كثير من الناخبين باعتبارها حزمة من الإمتيازات والمكاسب الشخصية ووجاهة عشائرية لا باعتبارها أمانة ربانية وعمل عام وأهلية كفاءة وتحمل للمسؤولية.. هذا الموقف قد يمتد إلى أمد بعيد لا تتسع معه أعمارنا نحن الكبار للترشح والانتخاب، إنما هي كلمة لوجه الله علها تنفع الوارثين.

وبالعودة إلى تلك الأصوات والمنشورات فإنها -للأسف- تحيل تردي واقعنا المشار إليه إلى أفكار هائمة وتحصر المسؤولية بمسميات عامة ومعومة لا يستطيع معها المتلقي أختبار تلك الأفكار أو محاسبة تلك أي المسميات أو على الأقل قيام المسؤولية الأخلاقية بحق الذين لا يشغلون مواقعهم بالإنتخاب، من مثل: النواب والأعيان والشيوخ والوجهاء والباشاوات ورؤساء البلديات واعضاء مجالسها ومجالس اللامركزية ومن ماثلهم، والسبب في ذلك بسيط جدا لأن جمهور الناخبين ذاته ينتمي الى نفس الطبيعة ويؤمن بنفس أفكار المرشحين، فالاعتبارات التي يتقدم على أساسها المرشح لا تتعدى في جلها الجهوية العشائرية ومصلحة الناخب الجد ضيقة وأحيانا للاسف الرخيصة. في ظل غياب شبه تام لمعايير الأمانة والكفاءة والأهلية.
الاصوات التي تظهر هنا وهناك مطالبة بالتغيير غالبا هي في حقيقتها جزء من المشكلة لا جزء من الحل فهي حتى وإن تزيت بلبوس المصلحة العامة ورفعت شعارات الكفاءة والأهلية إلا إنها لا تقدم رأيا منضبطا يفضي إلى آليات عمل وبرامج ملموسة قادرة على التأثير لإنتاج واقع مختلف، وسرعان ما ترتد تلك الاصوات إلى جهويتها البغيضة الضارة ومصالحها الخاصة، وإنما تقول هذا -غالبا- لأنها استمرأت ذلك وراهنت على غياب انبثاق صوت واع وتكتل جمعي واثق يدرك مصلحته يقلب موازين المعادلات الانتخابية، كما ان بعض تلك الاصوات وجدت سوقا فيسبوكيا رائجا تعرض به بضاعتها الكاسدة معتمدة على ذاكرتنا الضعيفة ومصداق هذا أن بعض تلك الأصوات لو تتبعنا سجل مواقفهم السابقة لوجدناهم هم من تدافعوا بفجاجة دون وجل إلى حيث جهوياتهم شأن الكثير منا إما بذريعة أن ابن العشيره يمثلني حتى لو كان ما يعرف كوعه من بوعه وإما إلى خارج أسوار “رحاب” إلى حيث تنفيعاتهم ومصالحهم الخاصة.
وأنا هنا بالطبع لست ضد العشيرة وانما ضد الاساءة إليها حيث لا ينبغي لنا الدفع بها الى أتون الترزق الوظيفي لكل عاطل عن العمل أو البحث عن وجاهات مفقودة على حساب سلمنا الأهلي والاجتماعي، وهنا حري الإشارة إلى أن عضوية المجلس البلدي -مثلا- لا تقل أهمية عن رئاسته ، كما إننا لسنا ضد منافعك الشخصية الضيقة رغم أن لي قولا بها ولكنني قطعا ضد أن تفعل ذلك وتعود في كل مره بعد الانتهاء من لململة حفنة مصالحك الى الحديث بكل طلاقة وفي كل مجلس وفضاء عن رحاب ومعاناة أهلها.

نحن نقوم بهذا الإفك على حساب الشاب والفتاة اللذين لم يجدا وظيفة من بعد سنوات الانتظار الطويلة والمحزنة وعلى حساب العجوز التي شارفت على الرحيل وهي تنتظر طقم اسنان لتلوك به لقمة الهوان التي يرمي بها أصحاب السعادة والعطوفة. ونحن لا زلنا نبيعهم الوهم لإعلاء شأن كل فاشل وصاحب مرض يرى في الموقع العام ويتعامل معه على أنه مجرد “بطانيه” يتدثر بها ليغطي نقصه الذي هو يعرفه تماما كما انكم تعرفوه ولكننا ما زلنا نقول مالا نفعل؛ نعوذ بالله العلي العظيم من سخطه وكبر مقته.

وعسى أن يتقدم لنا منتقدو الوضع القائم الطامحون بالتغيير بأن يرفقوا مع منشوراتهم جملة المعايير والأسس والاعتبارات السليمة التي يبنون عليها مواقفهم تجاه العملية الانتخابية وإلا فالصمت أجدى من ذر الرماد في العيون.

تفكروا بمصلحتكم وتراحموا بينكم فالأهليات التي يتوفر عليها البعض من أبناء وبنات قضاء رحاب تسمح لهم بإشغال وظائف على المستوى العالمي فما بالكم تستكثرون عليهم إدارة شؤؤن قريتنا بإهتمام صادق وعطاء حقيقي يرفع الحيف عن رحاب وأهلها.
تحلقوا لو لمرة حول ما ينفعكم ويخفف عنكم حملكم الثقيل وتخلوا عن من يسرق عمركم الوحيد.
المحامي
فراس أخوارشيده
2021/2/2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى