مبيضين يكتب: إعلام مأجور يفتري بدمٍ كذبٍ على الأردن

التاج الإخباري – بقلم: د. مهند مبيضين
غفلوا أو تناسوا أو غطت أبصارهم غشاوة، بأن الأردن جبل شامخ صامد في وجه الأعاصير، هم مرتزقة لا يعرفون طينة الأردنيين التي جبلوا عليها، ولا يعرفون مكارم الهاشميين، ولا يدرون أن الملك عمنداب العموني استودع عام 600 قبل الميلاد أرضنا قارورة سِيران ووضع بها بذور قمح ما زالت تنتج سنابل عز شامخه، تلك فاصلة من تاريخنا الأصيل، أردنا أن نقول: بأن عمر قمحنا طويل، وستبقى سنابلنا تنحني بتواضع، لأنها تُسقى بندى أرض الشهداء والكرامة، فتزداد حبوراً ورضاً، وتمضي لأهل غزة هاشم قمحاً ودواء وأطباء. وهاشم الكبير سيد النبالة والإطعام غياث الناس، والتاريخ يصلنا به الأردنيين مكارم ونسباً هاشمياً أصيلاً.
لا يملكون ما نملك، وبالتأكيد ليس لديهم ما عنّا من أطباء ومهندسين وأجهزة أمنية محترفة، فكل ما لديهم منصات مسـتأجرة، في لندن، التي أسستهم وأوعزت لهم بتخريب الأوطان والقضاء، أو تشويه الجهود الوطنية في كل بلد، هم شركاء الغرب الكاذب، والكاذب لا يلد إلا منافق.
جهلوا وكذبوا، وما زلنا نقول: القِدر الأردني سيظل يفيض خيراً وندى، والكرم الأردني والجيش المصطفوي والهيئة الخيرية التي حملت أشرف الأسماء، ستظل الصورة الأنصع لليد الأردنية في الغوث والخير. وقد قال الشاعر:
أُرْدُنُ يَا مَوْطِنَ الأشْرَاف ِ والحَسَــــــــــبِ
وَبَاعِثَ المَجْدَ في التَّارِيخِ والكُتُـــــــــــبِ
أَنْتَ المَنَارُ إِذَا الدُّنْيَا بِنَا عَصَفَـــــــــــتْ
بالرُّوْحِ تُفْدَى وَبِالأَنْجَالِ وَالذَّهَـــــــــــبِ
فِيكَ المَكَارِمُ مَا زَالَتْ مَنَابِعُهَــــــــــــا
فَيْضًا يُغَذِّيْ دِيَارَ العُجْمِِ وَالْعـَــــــــــربِ
للأردنيين قصة مع فلسطين لا يُسعف المقام بسردها، ولغزة قصة مع الصمود، مع أنه ليس لها قصة معنا، فهي رفضت الوحدة الأردنية الفلسطينية وظلت بقيادتها تابعة وهي كذلك اليوم، لكننا سنبقى أوفياء المروءة، والتاريخ ليس مدار الحديث، إنما الحديث عن ثلة رأت أن الأردن كبير، وأكبر من حجمه وموقعه الجغرافي المحاط بالأزمات. لكن، هناك أشياء لا تشترى بالمال، ولا تعدّ بعديد السكان ولا بالمنصات التي امتهنت الارتزاق، فالأردن أيها السادة صفحته بيضاء، وما خان ولا تآمر يوماً على شقيق أو صديق، ولا رمى نفسه على موائد الغرب.
نحن والأشقاء في الدول العربية طورنا استجابة نحو غزة فيما يخض الانزالات الجوية، كان جلالة الملك عبدالله أعلن عنها في القمة العربية الإسلامية في الرياض 2024، وشارك معنا اشقاء عرب من الإمارات ومصر وقطر والسعودية وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة، ولا يوجد منصف عربي إلا وقد أثنى على جهد الملك عبدالله والدبلوماسية الأردنية، وفاض الخير الأردني على غزة وأهلها، قمحاً ودواءً وخبزاً وأطباء وحملات خاصة وحكومية وشعبية، والعرب قيادة وشعباً يعرفون تعقيد الملف الفلسطيني في الأردن، ونعرف أن دم غزة خالط دماءنا صموداً وعيشاً. بيد أنّ هناك من تطوّع من لندن باسم الإعلام والتحقيقات المشتراة والتي يقودها شرذمة من المأجورين أرادوا أن يسيئوا للأردن. والأهم أن الأردن سيبقى باسقاً، وستظل الهيئة الخيرية التي تنسق مع الأشقاء، وتستخدم خيار السلام الأردني بذلك، لتستديم الجهد الجميل والرسالة النبيلة، وسنبقى نردد قول الشاعر محمد الدومي:
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المَأمُوْنُ جَانِبُـــــــــــهُ
نِلْتَ الْمَكَارِمَ فِيْ عَالٍ مِنَ الرُّتـَـــــــــــبِ
إنْ صَابَ صَدْعٌ رُبَىْ عُرْبٍ وَقَفْتَ لـــــــَهُ
كَالْلَيْثِ يَزْأَرُ فِيْ سَطْوٍ وَفِي ْغَضَــــــــــــبِ
يَا مَنْ رَكِبْتَ ذُرَى الأَخْطَارِ مُعْتَزِمــــــَاً
نَيْلَ المَكـَارِمِ فِيْ كَفٍّ مِنَ الْلَهَــــــــــــبِ
مَا أَنْتَ إلاَّ عَظِيْمُ الشَّأنِ فِيْ زَمَـــــــنٍ
فِيْهِ الْحَقَائِــقُ قَدْ آلَتْ إِلَى الكَـــــــــِذبِ
لِتَبْقَ يَا مَوْطِنَ الأَشْرَافِ فِيْ صُعُـــــــدٍ
وَالآخَرُوْنَ وَشَرُّ الإِفْكِِ فِيْ صَبَــــــــــــبِِ
إِنْ أَجْرَعِ الْمُرَّ فِي الأُرْدُنِ عَاذِلَتِــــــيْ
خِلْتُ الشَّرَابَ مَذَاقًا مِنْ جَنَى العِنَــــــــــبِ
فَالشَّوْكُ وَرْدٌ بِدَارٍ طَابَ مَسْكَنُهَـــــا
وَالشَّهْدُ مُرٌّ بِدَارٍ لَمْ تَكُـنْ طَلَبِــــــــــــيْ
تُحْيي المَسَامِعَ بِالتَّصْمِيـْـم ِلاَ الْلَعِــــــــــبِ
فَأَنْتَ أَحْرَى لأَنْ تَبْقَىْ مَنَارَ غَـــــــــدٍ
وَتَبْعَثَ الْمَجْدَ فِيْ الأَفْرَاحِ وَالْلُجُـــــــــــبِ
فالعُرْبُ دُوْنَكَ لا رُوْحٌ وَلا بَــــــــدَنٌ