الخصاونة يكتب: عند الوطن تتوقف المجاملات.. وحين يُهدَّد الأمن يُعلو صوت العقل لا العاطفة

التاج الإخباري – بقلم: المحامي حسام حسين الخصاونة
في ظل الأحداث والتطورات الأخيرة التي شهدها وطننا الغالي، يقف الأردنيون مجددًا أمام لحظة مفصلية تُعيد التأكيد على الثوابت الوطنية، وتُعيد ضبط البوصلة نحو ما هو أهم وأبقى ( أمن الوطن ووحدته ).
عند الوطن تتوقف كل المجاملات وتسقط كل الاعتبارات الشخصية ويُصبح الواجب الوطني فوق كل انتماء ضيق أو رأي متسرع فالوطن ليس مساحة للتجربة أو مقامرة سياسية بل هو هوية وكرامة ودم لا تُمسّ ولا تُساوَم ومن هنا فإن كل من يرفض إدانة المخططات الإجرامية التي كشفتها بجدارة أجهزة المخابرات العامة ( فرسان الحق ) لا يُمثل الأردنيين ولا يُعبر عن نبض هذا الشعب الذي قدّم التضحيات دفاعًا عن تراب الوطن وعن القضية الفلسطينية.
ما نحن بأمسّ الحاجة إليه اليوم هو صوت العقل والحكمة لا لغة العاطفة والانفعال فالأوطان لا تُبنى بالصوت العالي ولا تُحمى بالمواقف الانفعالية بل تُصان بوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية وبإعلاء المصلحة العامة على الخلافات. لذلك، فإن التصدي لخطابات الكراهية والتجييش والتحريض غير المسؤول، يُعدّ واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا حتى لا نقع في فخ التفرقة والانقسام الذي يُضعف مناعتنا الوطنية.
وإن الالتفاف حول جلالة الملك عبدالله الثاني والوقوف خلف قيادتنا الهاشمية ليس مجرد موقف سياسي بل هو تأكيد على أن أمن الأردن واستقراره خط أحمر فقيادتنا كانت دومًا صمام الأمان ورمز الحكمة والاعتدال والحامل الحقيقي لهمّ هذا الشعب وكرامته والمدافع الاول عن القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية.
إن وحدة الصف الأردني، وثقة الشعب بمؤسساته وخصوصًا أجهزته الأمنية وعلى رأسها فرسان الحق في دائرة المخابرات العامة، هي الدرع المنيع الذي يحمي الوطن من كل المؤامرات والفتن. ولنكن صريحين: هذه اللحظة لا تحتمل المزايدة ولا التساهل ولا حتى الحياد… فهي لحظة موقف ومواقف الرجال تُعرف في الشدائد.
لذلك فلنُعلِ صوت العق ولنُطفئ نار الفتنة قبل أن تشتعل ولنُجدد العهد أن يكون الأردن أولًا وأخيرًا… فوق الجميع، وفوق كل اختلاف.
حمى الله الأردن وحفظ قائده وأدام وحدته وأمنه واستقراره، وشلّت يد كل من تسوّل له نفسه المساس بهذا الحمى الطاهر
عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي.