مقالات

القضاه يكتب: حج المجاملة… بين الاعلانات المظللة … وتحذيرات وزارة الأوقاف!

بقلم د. محمدامين مفلح القضاه.. مدير ومستشار سابق/وزارة التخطيط والتعاون الدولي

في البداية نتفق جميعاً بأن الحج هو العبادة الوحيدة والركن الوحيد من أركان الإسلام الذي وردت فيه عبارة لمن استطاع اليه سبيلاً… والاستطاعة معروفة للجميع وهي المادية والامن والمحرم بالنسبة للأنثى… ومن لا يستطيع كل ذلك لن يحاسبه الله على عدم تأدية هذا الركن… ولا يجوز ابداً القاء النفس التهلكة لتأدية هذه الفريضة…
وطالما أن أمر هذه الشعيرة محكومٌ بقواعد سياسات الدولة التي أنعم الله عليها بوجود الكعبة المشرفة فيهأ وهي المملكة العربية السعودية فإن أمر تسيير الحجاج وحصر عددهم هو مسؤوليتها فقط وبالتنسيق مع كل دول العالم…
وإن ننسى فلن ننسى ما حصل لحجاج ببت الله العام الماضي من ملاحقات للحجاج المخالفين وما لحقه من وفيات من مختلف الأصقاع وكان نصيب بلدنا المرابط ٩٩ قتيلاً توفاهم الله نتيجة هذا الاستهتار والاستهبال الذي مارسته عليهم بعض شركات النصب التي تدّعي رعاية الحجاج… وعشّمتهم بذلك بطرقٍ ملتوية وابتزازٍ مادي واضح…. ولا ادري حتى الساعة ما هي التهم التي وجهت لقباطنة هذه الشركات والتعويضات التي دفعت للضحايا رحمهم الله جميعا.
وفي هذا العام وقبل موسم الحج تمّ مؤخراً الترويج من قبل شركات وأشخاص عن ما يسمى بحج المجاملة…. والدعوة إلى الاستفادة من هذه العروض قبل فوات الأوان!! وذلك رغم كل ما حدث العام… واعلنت وبكل صفاقة عن توفر العديد من المقاعد لحج المجاملة بعيداً عن وزارة الأوقاف الراعية لهذا الأمر… وكانت هذه الإعلانات وبكل جرأة على معظم وسائل التواصل الاجتماعي… فما كان من دائرة الحج في الوزارة إلا أن خرجت وحذرت وعلى استحياء من هذه الشركات!
كان الأولى والأجدر بالوزارة والمختصين فيها رصد كل المعلنين وتسليمهم للجهات المختصة لمعاقبتهم على جرأتهم…. فيكفينا ٩٩ ضحية العام الماضي… فمثل هذا العدد لم نخسره في معظم حروبنا… كما كان على الجهات المختصة في الجرائم الإلكترونية رصد هؤلاء أيضاً وملاحقتهم قانونياً فأرواح المواطنين امانة والانسان الاردني أغلى ما تملك قيادتنا الحكيمة الراشدة.
وأخيراً كفانا استهتاراً بأرواحنا فعلينا جميعاً تقع المسؤولية.. حفظ الله الأردن قيادةً وشعباً من كل شر… وتقبل الله ممن يؤدي هذه الفريضة بطريقة قانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى