جبارة يكتب: رايتنا التي لا تنكسر ووحدتنا التي لا تُهزم

التاج الإخباري – بقلم: الدكتور عبدالله جبارة
في يوم العَلَم الأردني لا نحتفل فحسب برمز وطني يعلو الساريات بل نستحضر حكاية وطن صمد في وجه التحديات على الصعيد المحلي والدولي والاقليمي ومضى بثقة نحو البناء والتجديد بقيادة هاشمية حكيمة وشعب عظيم، وشباب واثق لا يعرف الانكسار.
علمنا ليس رايةً تُرفع في يوم وتُطوى في سواه علمنا عهد، وموقف، وهوية، وتاريخ هو الشاهد على كل تضحيات الأردنيين منذ أن تأسست الإمارة وحتى هذا اليوم، يوم العلم، الذي أصبح أكثر من مجرد مناسبة إنه دعوة متجددة لترسيخ الانتماء، وتعزيز الوحدة، والاصطفاف خلف قيادة اختارت طريق الكرامة والمبادئ مهما كان الثمن.
علمنا الأردني اليوم، وهو يرفرف في سماء الوطن، يذكّرنا أن الراية التي تظل مرفوعة، هي تلك التي سُقيت بدماء الشهداء وارتفعت فوق تراب الأردن بعرق وسواعد الجنود، ودموع الأمهات وتضحيات المخلصين في ميادين الشرف والبناء.
وفي هذا اليوم، نقف إجلالًا لقيادتنا الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الذي حمل همّ الوطن في كل المحافل ودافع عن كرامته، ورفع صوته باسمنا جميعًا من أجل فلسطين، من أجل غزة، من أجل الإنسانية، ومن أجل السلام العادل الذي لا يُباع في صفقات ولا يُشترى بالضغوط. لقد كان ولا يزال صوت الحق الأردني واضحًا لا يخضع ولا ينكسر، يقول القدس خط أحمر، وفلسطين ليست قضية حدود، بل قضية وجود واللاءات الثلاث واضحة غير مستترة .
وفي ظل هذا العلم، يقف الشباب الأردني، لا على هامش المشهد، بل في صلبه شبابنا هم الثروة الحقيقية والسلاح الأنجع في معركة التحديث والإصلاح، والنهوض وهم اليوم مطالبون بأن يحموا هذا العلم بالفكر، لا بالسلاح فقط ،بالعلم لا بالشعارات ،بالإبداع لا بالتقليد، وبالمبادرة لا بالانتظار.
يوم العلم هو دعوة صريحة للشباب أن يرفعوا الراية من جديد، ولكن هذه المرة في ميادين الاقتصاد، والتعليم، والابتكار، والسياسة، والعمل المدني. هو نداء لأن يصبحوا جزءًا من القرار، شركاء في التخطيط، ومساهمين في التغيير.
نقول اليوم، بصوت واحد:
رايتنا ستظل خفاقة، لأننا شعب لا يقبل الانحناء، ووطن لا يعرف المستحيل، وملك لا يتخلى عن مواقفه وأجهزة أمنية نسجت بدمائها خطوط الامان وجيل لا يتردد في حمل المسؤولية.
نقول للعالم بأعلى الصوت هذا هو الأردن لا يُقاس بعدد سكانه، بل بعدد مواقفه المشرفة ولا يُقاس بحجمه الجغرافي بل بوزنه السياسي والمعنوي والإنساني لا يُقاس بموارده الطبيعية بل بعقول وسواعد أبنائه الذين صاغوا المعجزات في أقسى الظروف.
يوم العلم هو يوم نُجدد فيه الوعد…
أن نظل أوفياء للأرض، للقيادة، للمبادئ، وللقضية.
أن نكون جنودًا خلف راية الأردن، نحميها من كل طامع حاقد وخائن ونرفعها في كل محفل.
أن نكون كما أرادنا الحسين، وكما يؤمن بنا عبدالله الثاني بناة نهضة، وحماة هوية.
عاش الأردن حرًا أبيًا،
وعاش علمه الخفاق… شاهدًا على الكبرياء الأردني، وحكاية وطن لا يموت.