القضاه يكتب: الولاء والانتماء وخطاب الكراهية..

التاج الإخباري- د. محمد القضاة
تظهر بين فينة وأخرى دعوات مشبوهه تشكك في هذا وتطعن في ذاك وأحياناً تجرّم هذا وذاك.. وما ذلك كله إلا طعناتٍ سامةٍ في خاصرة الوطن.
وفي خِضَم هذه النار المستعرة التي نعيشها في وطننا العربي الكبير… وفي ظروفٍ لم نشهد لها مثيلاً على مر التاريخ القديم والمعاصر يقفُ أردننا شامخاً في وجه كل العواصف… تارةً مقاتلاً فذاً بسلاحه… وتارةً مدافعاً شهماً بالكلمة والمحاججة والدبلوماسية … ويشهد له بذلك القاصي والداني والعدو قبل الصديق.
وفي هذه الزوابع والابتلاءات يقف الاردني حائرا متسائلاً ماذا عليّ أن أفعل وما الواجبُ والأوجب في هذه الظروف؟
ومن وجهة نظري كمتابعٍ لما جرى ويجري أجدُ عليّ لزاماً أن أبين بعض الأمور والتي قد تهم الموالين قبل المعارضين فأردننا يستحق الأفضل دائماً:
أولاً: لا ينكر الا الجاحدين الدور الكبير الذي قام به الأردن قيادةً وحكومة وشعباً في دعم كل قضايا العرب وبالأخص قضيتهم المحورية القضية الفلسطينية ولا يستطيع أيٍ كان أن يزاود علينا وعلى موقفنا العربي الأصيل.
ثانياً:الاردني بطبعه لا يمكن له أن يطعن وطنه ومواطنيه ولا أن يصفهم بطبع الخيانة… فالصدق طبعهم والوطنية الحقّة صفتهم… فلا ينبغي أن يزاود هذا على ذاك ولا أن يقلل هذا من وطنية واخلاص ذاك… ومن يقل غير ذلك لا يريد لهذا البلد الخير.
ثالثاً: لا يوجد من بيننا من هو وصي على عقول وتصرفات وحركات الاردن والاردنيين ولا يوجد ابداً من تم توكيله او حتى تكليفه بحماية الوطن من مواطنيه فالكل حريص على كينونة هذا البلد وبقائه سالماً شامخاً رافعاً رأسه بين كل الدول.. بمعنى أدق من يزاود على وطنية الآخرين وحبهم لوطنهم غير محقٍ في ذلك ولا ينبغي للمعنيين السكوت عليهم مثلهم مثل من يطعن الوطن بخاصرته بقصدٍ أو بدون قصد
رابعاً: أما فيما يتعلق بحق المواطن بالتعبير عن رأيه فقد كفل الدستور ذلك للجميع ولكن دون الإساءة أو الطعن بالآخرين او مس أي حق من حقوقهم المكفولة كذلك بالدستور … وقد كفلت الحكومة للجميع حرية التعبير ولا يستطيع أي كان منع أي مواطن من التعبير عن رأيه بالشروط التي ذكرتها آنفاً… ولكن وللأسف تظهر في كل مناسبة جماعة مندسّة هدفها واضح ومكشوف… بعضهم ممن ابتلاه الله بكره الوطن والبعض ممن ابتلاه الله بعقلية التخريب والحض على الفوضى بدافع الدفاع عن الوطن ومقدراته… وأقولها بصراحة بأن هؤلاء وأولئك ممن ابتلانا الله بهم وبوجودهم بيننا… فهذا يخرّب وذاك يدمّر وكلاهما يعكّر صفو ديموقراطيتنا المكفولة بالدستور.
خامساً: يجب على المعنيين في المظاهرات المشروعة ان تعي حقيقة أن هذا الوطن عصيٌ على كل الدخلاء والمفتنين وتقع عليهم مسؤولية حفظ الأمن وضبط كل الموجودين في التظاهرة وعدم السماح لأي كان التعالي على الوطن وتوجيه التهم لهذا وذاك من المسؤولين فالكل في هذا الوطن مخلص ولا يجوز التشكيك في وطنية واخلاص أيٍ كان فجميعنا كما يقال (رجلينا بالفَلَقَه) وعدونا واحد وهو الوحيد المستفيد من تفرّقنا واختلفنا.
سادسا: يجب محاسبة كل المندسين الذين اساءوا مؤخرا لجيشنا العربي المصطفوي ولأجهزتنا الأمنية وأن يتم محاسبتهم على الملأ وأن يتم معرفة من يدعمهم أو يقف خلفهم كائناً من كان.. فالوطن ومقدراته ملكٌ للجميع ومن حق الجميع أن يعرف مصدر الإساءة وأبطالها (المعفنين)… وكذلك لَجْم أنفاس كل النافخين على نار الفتنة المضخمين لما حدث ويحدث فالحقيقة معروفة والشمس لا يمكن تغطيتها بغربال! وكثرة إعادة نشر الإساءة لا تأتي بخير وكثرة البوستات والفيديوهات التي تدعي الولاء لا تسبب إلا مزيداً من الاحتقان… فالواجب هنا هو وضع حدٍ لكل مسيء وعدم السماح لأي كان بالتسلّق على أكتاف الأشراف وصولاً إلى غايته… فالأمر جد خطير ولا يستحمل كل هذه الزوابع والبهرجات والدفاعات التي لن يكون لها إلا الأثر السلبي على الجميع.
سابعاً:على الجهات المختصة لجم كافة المواقع والأشخاص الذين يدعون دوماً وينشرون يومياً خطاب الكراهية على كافة وسائل التواصل الاجتماعي ويضخمون الأمور وكأنهم أوصياء على الوطن… لا بل وكأن الكل خائن ما عداهم… فمثل هؤلاء لا يقل ضررهم وخطرهم عن تلك الحفنة القذرة من المسيئين.
واخيراً أقول:حمى الله الوطن من المتشدفين والمتصهينين ومن كل غبيً يحاول جرّنا إلى الخلف… وادام الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار… ونسأله كذلك أن يخذل كل الأعداء وأن يجعل النصر حليفنا… وأن يخلصنا قريباً غير بعيد من كل من يريد بنا الشر