مقالات

ليس من الوطنية ولا من الأخلاق أن نكافئ هذا الوطن بالتشكيك في رجاله

التاج الاخباري – موفق الرياحنة

منذ نكبة عام 1948 لم يكن الأردن يومًا على الهامش في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل كان دومًا خط الدفاع الأول لا شعارًا ولا دعاية بل فعلًا وتضحية ودمًا ارتوى به تراب فلسطين من أجساد الشهداء الأردنيين وعلى مدار العقود ظل هذا البلد الصغير في حجمه الكبير في مواقفه يحمل على كتفيه عبء الأمة دون منة أو ادعاء.

وفي الوقت الذي تقاطعت فيه مصالح الدول وتبدلت المواقف بقي الأردن وفيًا لثوابته وفي القلب منها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني فكان الصوت الأردني في كل المحافل الدولية صريحًا لا يساوم وكان موقف القيادة الأردنية في كل المراحل منحازًا للحق مدافعًا عن القدس حارسًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها بوصاية هاشمية لا تنكسر.

ولكن في الآونة الأخيرة وللأسف برزت أصوات نشاز تحمل فكرًا مخربًا وأجندات لا تمت لفلسطين ولا للأردن بصلة أصوات تلبس الفتنة ثوب الدفاع عن القضية وتختبئ خلف شعارات رنانة ظاهرها الحرقة على غزة وباطنها التربص بالأردن واستقراره.

نقولها بوضوح لا تحملوا الأردن فوق طاقته فهو الذي احتضن اللاجئ وعلم أبناء الشتات وفتح بابه دون سؤال أو شروط وهو اليوم رغم أزماته الاقتصادية لا يزال الملاذ الآمن لمئات الآلاف من الإخوة العرب الذين يعيشون فيه بكل كرامة.

وليس من الوطنية ولا من الأخلاق أن نكافئ هذا الوطن بالتشكيك في رجاله أو بإطلاق حملات منظمة للنيل من جيشه وأجهزته الأمنية التي سهرت ولا تزال لحماية كل شبر من هذا البلد جيشنا العربي الذي لم يوجه بندقيته يومًا إلا في وجه العدو وأجهزتنا الأمنية التي استطاعت بحكمة واحترافية أن تحفظ نسيج هذا الوطن من التمزق وتقيه شرور الفتن العابرة للحدود.

فما يحدث من بعض المحسوبين على المشهد ممن يحاولون جر الأردن إلى فوضى تحت ذريعة نصرة غزة ليس سوى تنفيذ لمخططات خفية تريد لهذا الوطن أن يسقط ليزال آخر الحواجز الواقفة في وجه التصفية الكاملة للقضية.

إن الدفاع عن فلسطين لا يكون بتخريب الداخل ولا بتمزيق الدولة ولا بالتطاول على من نذروا أنفسهم لحماية الأردن بل يكون بالدعم الحقيقي بالمواقف الثابتة وبالعمل المشترك كما فعل الأردن منذ البدايات.

الأردن اليوم ليس في موقف المتفرج بل في موقع الصامد المحاصر اقتصاديًا والمرصود سياسيًا والمستهدف من أطراف لا تريد له أن يظل واحة آمنة في محيط يضج بالاضطراب.

ختامًا نقولها لكل صاحب ضمير الأردن لم يكن يومًا حجر عثرة أمام فلسطين بل كان حصنها وملجأها ودرعها فلا تتركوا هذا الحصن وحيدًا في وجه العاصفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى