مقالات

الحباشنة يكتب: فتاة الرابية.. الحق على مين..

التاج الإخباري- بقلم: المهندس عامر الحباشنة
الحق مش على فتاة الرابيه فقط، الحق علينا جميعا، نعم جمعيا، اتعرفون لماذا ؟؟؟
لأننا بعد قرن من عمر الدولة لم نزل نراوح مكاننا في إيجاد وتبني خطاب وطني واضح مقنع اي “رواية وطنية” لكل الأحداث المفصلية التي عرفنا واطلعنا عليها من زاوية الأخر ووجهة نظره وليس من روايتنا.
لأننا ما زلنا ندعي وصلا بليلي فقط بطريقة الفزعة وفي مواسم أسواق عكاظ المغلقة.
لأن الكثير ممن يتصدرون المواقف مزدوجي العقل وفي حالة انفصام وانفصال عن ما يدور خلف الأبواب.
لأننا في كثيرا من المواقف تركنا الفراغ فملأه الآخرون حسب اهوائهم.
لأن الرسمي عندنا اصبح موظفا وليس رجل دوله وهو رسمي ما دام في وظيفية وموقعه وخارجها يصبح خارجي او متصوف منعزل.
لأننا لم نعي بعد الوطن الأردني الذي صمد بين الانواء والعواصف قرنا من الزمن، فلم نعلم الأجيال اللاحقة لماذا وكيف صمد هذا الوطن واستمر.
لأننا في حالة تصحر في الولاء والوعي الوطني الجامع بسبب الخطاب “الرسمي” الضعيف المرتجف غير الواثق بذاته للحظة.
لأننا وطن أنجز الكثير بطريقة النقل الشفهي دون أن نوثق ونكرم من حافظ ومن أنجز.
لأننا نقلنا فقه المجاملة الاجتماعي إلى المجاملة السياسي ونخجل ان نقول للأعور اعور بعينه في السياسة.
لان الكيانات والمؤسسات التى احضنتها ومولتها الدولة والحكومات تحولت إلى هياكل كرتونية مرتبطة بالمصالح والمنافع أكثر من ارتباطها بالأفكار والوطن.
لأننا دخلنا تجربة الإصلاح السياسي دون سياسين لا في المدخلات ولا في المخرجات ومن كان منهم بنكهة سياسية اردناه ديكور، فكان ما كان من نتاج.
لأننا ومن بيننا ما زال يخجل من انتماءه لوطنه وعلمه.
لأن أغلب مسؤولينا أصبحوا اما منزوعي الدسم او مرتجفي الفكر قبل الأيادي، ويعملوا على نظرية سلك يومك وعدي ورحل لمن بعدك.
لأننا في وطن نحن من يظلمه قبل الأخرين.
لأن في جامعاتنا الكثير مما يحدث دون انتباه ومعالجة.
نعم تلك الفتاة وما قالت من تعبيرات (وهي مرفوضه ومدانه بالمطلق) هي نتاج غياب وتعبئة فراغ وفقدان ثقة،
لنعترف أننا لسنا ملائكة في هذا الوطن ولكن المؤكد لسنا الشياطين، وعلينا أن نقر بأن الرسمي المتوالي وكثير من هياكل المجتمع المدني وجل احزابنا جمعيها مقصرة وقصرت بحق الوطن ورواية الوطن ولم تكلف نفسها في فتح حوارات ونقاشات حول الدولة ومواقفها، دون الاتكاء الرسمي على أن الأمني موجود وسيغطي قصورها المتتالي.
نعم حوارات ومكاشفه وتقييم وليس لقاءات معدة تبدأ بالسلام الملكي وتنتهي بضيافة وصور تملأ التواصل الاجتماعي دون اثر على الأرض،
علينا أن نتوقف عن مخاطبة أنفسنا وارضاء دواخلنا ونهج الاعتذارية وموجات الفزعة الزائفة.
ستمر حادثة الرابية كما مر ما قبلها ولكن لكي لا تتكرر، على القوى السياسية والأحزاب والفعاليات البدء بالحديث مع بعضهم البعض، لان الحوارات وتقاطع الأفكار والتوجهات يشذب الرؤى ويشكل الجامع الأكبر للافكار،
حفظ الله الوطن قيادة وشعبا وجيشا.
المهندس عامر الحباشنة
العقبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى