الكساسبة يكتب.. القيادة الهاشمية والجيش العربي الأردني.. حقيقتان ثابتتان رغم كل الاختلافات

التاج الإخباري – بقلم د.عصام الكساسبة
في وطنٍ تعددت فيه الرؤى واختلفت فيه الاتجاهات السياسية والحزبية، يبقى هنالك ما يجمع الأردنيين جميعًا، مهما تباينت مواقفهم من السياسات والقرارات الحكومية، ومهما تنوعت قراءاتهم للواقع السياسي والاقتصادي. ذلك الجامع هو الإيمان الثابت والعميق بالقيادة الهاشمية الحكيمة، وبالجيش العربي الأردني الباسل وأجهزتنا الأمنية الوطنية.
منذ تأسيس الدولة الأردنية، شكّلت القيادة الهاشمية رمز الاستقرار، وركيزة من ركائز الدولة، وقوة سياسية وأخلاقية حافظت على هوية الأردن ومكانته بين الأمم. لم تكن علاقتنا بالقيادة علاقة سياسية فقط، بل علاقة ولاء وانتماء، قامت على الثقة المتبادلة، والحرص المشترك على أمن الأردن وتقدمه وكرامته.
وعلى ذات الطريق، الجيش العربي الأردني هو عنوان الفخر والسيادة، وهو الذي رُسمت ببطولاته خارطة الدولة الحديثة، وبقي حصن الوطن المنيع، والمدافع الأول عن الأرض والعرض. وإلى جانبه، أجهزتنا الأمنية التي لم تدّخر جهدًا في حفظ الأمن والنظام، ووقفت سدًّا منيعًا في وجه التحديات والمخاطر.
اليوم، وفي ظل ما نشهده من حراك سياسي طبيعي ومشروع، ومن نقد ومعارضة لبعض السياسات الحكومية – وهو حق يكفله الدستور – يبقى هناك خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولا يختلف عليه اثنان من أبناء هذا الوطن، ألا وهو القيادة الهاشمية والأجهزة الأمنية.
فنحن نختلف في الرأي، وننتمي لأحزاب شتّى، ونتباين في تقييمنا للأداء الحكومي، ولكننا نجتمع على مبادئ راسخة لا تهتز: احترام شرعية النظام، والولاء للقيادة الهاشمية، والدفاع عن مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية.
إن الحفاظ على هذه الثوابت هو صمّام أمان لحاضرنا ومستقبلنا، وهو ما يجعل من الأردن نموذجًا في الاستقرار، في منطقة تعصف بها الأزمات.
فلنكن جميعًا، مؤيدين ومعارضين، على قدر المسؤولية، ولنجعل من ولائنا لوطننا وقيادتنا مصدر قوة، لا محلًا للمزاودة، لأن الأوطان تُبنى بالثقة، وتحيا بالمبادئ، وتنهض بالإجماع على ما لا يمكن الاختلاف عليه.