مقالات

“الدهاقنه” و “عزلتي”

التاج الاخباري- خليل النظامي-

تلامذة افلاطون تمددوا حتى وصلوا هنا، وطبقوا نظرياته، حيث جعلوا من المرتزقة نبلاء، ومن الجبناء قادة، ومن الدخلاء رؤساء، ومن الخونة أمناء، ومن الجهال علماء.

فأوسد العلم والحكم لغير أهله، فتكاثر الطغاة، واشتد وقع السوط، واصبح الاصيل عبد، والكريم ذليل، والشجاع مهزوم، والنبيل مقصي، والفارس محاصر، والعالم مقيد، والاعراض استبيحت،فلم يعد يعنين شكل وتفاصيل الاشياء، فكل شيء فقد قيمته>

“دهاقنة” دخلاء، سيطروا على جزيرتي، واستحلوها، واستباحوا كل ما فيها، فأصبح الممنوع مرغوب، والمرغوب مشاع، واختلط الحلال بالحرام، حتى طعم القهوة قد تغير في وقت الصباح.

وما كان لي سوى العزلة سكنا، والعودة الى جزئي البسيط من هذا الكوكب، اعيش عليه، واعتاش منه، واحكمه واحميه، بسبف الفطنة والعلم والشجاعة والفراسة.

مملكتي ليست بجمهورية، فهي ملك لي مكتسب من رب هذا الكون لا من مخلوقاته، لن اقول انها مملكة مثالية، فهي مجرد كتب عتيقة، واوراق تملأها الروايات والقصص، وكؤوس هنا وهناك تملأها القهوة وسجائر غارقة في حثلها المتعفن، وصحف وجرائد تزعجي روائح النفاق من بعضها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى