عريفج يكتب: مبادرة البنوك الأردنية لدعم الصحة والتعليم خطوة في الاتجاه الصحيح

التاج الإخباري – بقلم: المحامي الدكتور هيثم عريفج
في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الأردن، برزت مبادرة البنوك الأردنية لدعم قطاعي الصحة والتعليم كخطوة مهمة تعكس التزام القطاع المصرفي بمسؤوليته المجتمعية. فقد بات واضحًا أن القطاعين الصحي والتعليمي يعانيان من ضغوط متزايدة، سواء بسبب ارتفاع التكاليف أو محدودية الموارد، مما أثر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصة في القطاع الحكومي.
يواجه القطاع الصحي تحديات كبيرة، منها نقص الكوادر الطبية، الضغط المتزايد على المستشفيات الحكومية، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية. هذه التحديات تؤدي إلى ضعف جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، خاصة في المناطق الأقل حظًا.
أما في قطاع التعليم، فتتمثل التحديات في تزايد أعداد الطلبة مقارنة بالإمكانات المتاحة، ضعف البنية التحتية في بعض المدارس الحكومية، وقلة الموارد التعليمية الحديثة التي تعزز من جودة التعليم. كل هذه العوامل تؤثر سلبًا على مستقبل الأجيال القادمة وتحدّ من قدرتها على المنافسة في سوق العمل.
تأتي مبادرة البنوك الأردنية كإجراء مهم لتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية، عبر توفير الدعم المالي اللازم لمشاريع تطوير المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى تحسين بيئة التعليم من خلال دعم المدارس والجامعات.
هذا النوع من المبادرات يحقق عدة أهداف، منها:
تعزيز جودة الخدمات الصحية عبر تمويل مشاريع البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، ودعم شراء الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة.
تحسين التعليم من خلال تمويل تطوير المدارس، وتحديث المناهج، وتوفير الأدوات التعليمية المتقدمة.
تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص حيث تساهم المؤسسات المالية في دعم المشاريع التنموية التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره.
إن الدور الذي تلعبه البنوك في دعم القطاعات الحيوية يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد، وليس مجرد مبادرة مؤقتة. فمن الضروري أن تستمر هذه الجهود عبر آليات دعم متجددة، مثل تأسيس صناديق خاصة لدعم الصحة والتعليم، وتوجيه جزء من الأرباح السنوية للمؤسسات المصرفية نحو مشاريع تنموية ذات أثر مستدام.
ختامًا، لا شك أن مبادرة البنوك الأردنية لدعم الصحة والتعليم تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وتعكس روح التعاون والتكافل بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص. ومع استمرار مثل هذه الجهود، يمكننا بناء مجتمع أكثر صحة وتعليمًا، قادر على مواجهة التحديات وتحقيق التطور المطلوب.