القرعان يكتب: الصفدي وحش الخارجية الكاسر

التاج الاخباري- بقلم: احمد خليل القرعان
حينَ تتألم الأوطان من أوجاعها لن يتألم معها إلا الرجال الشرفاء، الذين يرون في الوطن حصناً منيعاً ، بوجه الضباع التي تنهش جسده الطاهر .
فأيمن الصفدي وزير الخارجية لا أعرفه ولا يعرفني، ولكني متابع لكل تصريحاته وتحركاته، التي لملمتها ،فوضعتها تحت المجهر الوطني ولم أجد أنقى وأطهر وطنية منها، ولن انسى ما حييت كيف نسيت نفسك على المنصة ذات يوم حين رأيت علم الاردن بغير وضعه الطبيعي على المنصة، فدرت ظهرك بكل كبرياء لنظرائك وأصلحت علم وطنك بيديك، كدليل قاطع على ان وطنيتك ليست قابلة للنقاش.
فأنت يا ايمن من أصحاب المبادئ الوطنية الثابتة، الراسخة رسوخ الرواسي فى الأرض، في كل موقف كنت مدافعاً فيه عن أمن واستقرار، وتقدم وازدهار بلادك، ولم يكن لديك أهدافا أو مآرب تتاجر بها للحصول على مكاسب، فأستحقيت عن جدارة ثقة سيد البلاد الذي وجد فيك من الأمانة ما جعلك الاكثر معيناً وسنداً له بإدارة الملف الخارجي في أخطر ظروف الوطن.
ولأنك لم تكن منذ استلامك وزارة الخارجية كالألة التي تدور حول الساقية،نفش البعض ريشه لتوجيه درلات الانتقاد ظناً منهم بأنهم قادرون على فتح ثقب في مسيرتك البيضاء يدسون السمّ من خلالها لعرقلتك ليس محبة بالوطن وقيادته، وإنما لانهم اعتادوا السير بحقول الوباء، للإضرار بمثلك من اعتاد السير بدروب الوفاء.
نعم وبكل أمانة مهنية ارى بأن الحملة التي يشنها عليك اصحاب المواقف المخزية ، مستعينون بالاقلام التجارية ذات حبر الشيكل والدولار، تثير الغثيان حقاً، لأنني لم اسمع بتاريخ الوطن أن وزيراً للخارجية اعطى الاردن أولوية مطلقة في مواقفه وتصريحاته كما انت يا ايمن الصفدي،فكنت رجلاً وطنياً مخلصاً عاشقاً لبلادك، وسياسياً بارزاً ومثالاً للنزاهة والشرف الوطني .
فتصريحاتك الاخيرة تجاه الوطن البديل والدفاع عن مواقف الاردن وقيادته بنبرة عالية لم تراعي فيها استرضاء احد أيا كان دليل قوة وطنية تعيش فيك، فكنت بحق وزيراً غير تقليدي في اسوء سنوات السياسة التي تحيط بالأردن من كل الاتجاهات ، فنلت ثقة سيد البلاد واصبحت يا ايمن سنداً وذراعاً أيمناً للملك بمنتهى الوفاء والأمانة.
كان الله في عون الوطن حين ننتقد شخصية ابدعت بمواقفها الخارجية كأيمن الصفدي ونترك من عاث بموقعه ظلماً وجوراً وفسادا.

