مقالات

سيناريوهات غزة مع توقف اتفاق وقف إطلاق النار

التاج الإخباري – بقلم مأمون المساد

توقف  اتفاق وقف إطلاق النار في غزة  يضع  مستقبلا قريب لا أقول غامضا  بالقدر الذي يجعله أمام سيناريوهات  لا تتعدى  ثلاثة لا رابع لها ، في ظل  معطيات  الواقع المعاش ، والسيكيولوجية اليمنية المتطرفة في واشنطن وتل أبيب، وحسابات المصالح  التي يبني عليها طرفي المعادلة الإسرائيلية- الفلسطينية  ،  فالواقع اليوم يتمثل بإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تعميق الكارثة الإنسانية التي صنعتها في قطاع غزة، عبر فرض العقاب الجماعي على أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، من خلال التجويع والحرمان من وسائل الحياة الأساسية، وذلك لليوم السابع على التوالي من إغلاق المعابر  ووقف المساعدات والمواد الإغاثية ، والواقع   يعلن عن نفسه بإعلان الولايات المتحدة وإسرائيل  الاقتراح المصري – العربي ، ورفض فصائل المقاومة الفلسطينية نزع السلاح في القطاع  تحت الاحتلال.

ثم يأتي السؤال الآن:- ماذا بعد؟  لنتحدث في السيناريوهات المحتملة، التي قد تبدأ بالسيناريو الواقعي الذي تفرضه  عقلية القلعة في محور واشنطن -تل أبيب، حيث نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية  تفاصيل خطة إسرائيلية تهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس بشكل تدريجي ما لم تستمر في إطلاق سراح الرهائن، وبحسب الصحيفة، فقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن المتبقين، وإذا  فشلت هذه الخطوات، فقد تلجأ إسرائيل إلى حملة من الغارات الجوية والغارات التكتيكية ضد أهداف حماس ،وفي النهاية قد تدخل إسرائيل إلى غزة بقوة عسكرية أكبر كثيرا، بهدف الاحتفاظ بالأرض واحتلالها  ، وهنا هدف اسرائيلي داخلي تجدر  الإشارة له  يتمثل بالحفاظ على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ، رغم أن هناك نحو 60 رهينة إسرائيلية  بيد الفصائل الفلسطينية المقاومة في القطاع .

 السيناريو الثاني، قد يتفاءل  به البعض بالتوصل إلى حل وسط والذهاب لتمديد المرحلة الأولى والحفاظ على وقف إطلاق النار،  واطلاق سراح المحتجزين ، او ربما استمرار الهدوء مع بقاء الوضع الراهن بدون صفقة تبادل وبدون إجراءات جديدة كالانسحاب من غزة أو رفع الحصار وغيره من مطالب حماس .  بل إن الاحتلال سيستغل المساعدات كأداة للضغط، متحكما في إدارتها وتقنينها، مع عودة الطائرات لتنفيذ استهدافات جوية وربما بعض التوغلات البرية المحدودة، بهدف خلق حالة من التوتر المستمر دون إعلان حرب شاملة.

 السيناريو الثالث :- التوصل لصفقة شاملة وسريعة تنهي الصراع بشكل جذري، يعني صفقة تشمل انسحاب كامل من غزة ورفع الحصار والإفراج عن جميع الأسرى من الطرفين ، وهو سيناريو  تسعى مباحثات حماس له من خلال الوفد المتواجد في القاهرة ، بعد زيارة وفد إسرائيلي  للعاصمة  المصرية نهاية الأسبوع الماضي، بشرط  توفير الضمانات اللازمة للانتقال والمضي بإنفاذ  اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.  كل السيناريوهات اليوم المطروحة على الطاولة ،  تؤكد أن هناك تكافؤ  في أوراق الضغط  والقوة  نستكشفها في التصريحات والمواقف  والمفاوضات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى