بدران يكتب: أخطاء الدويري.. لا يجب السكوت عنها!

التاج الاخباري- بقلم: بدران محمد بدران
عندما نتحدث عن القيادة الحقيقية والإصلاح الجذري، لا يمكننا تجاهل المهندس فؤاد الدويري، الذي تولى منصب نقيب المقاولين الأردنيين بعزيمة وإصرار، واضعًا مصلحة المقاولين فوق كل اعتبار. لكنه، وللأسف، ارتكب أخطاء لا يجب السكوت عنها!
أخطاء لا يرتكبها إلا الكبار
إذا كان من خطأ للدويري، فهو أنه تحمل المسؤولية بصدق وإخلاص، وهو خطأ لا يقع فيه إلا العظماء! فمنذ توليه منصب النقيب، لم يكن رجل الشعارات الرنانة أو المجاملات الفارغة، بل كان رجل أفعال وإنجازات، واضعًا مصلحة المقاولين والنقابة فوق أي حسابات شخصية.
لقد أصر على إصلاح قطاع المقاولات، وانتشاله من الفوضى التي تركها البعض خلفهم، رافضًا أن يكون مجرد اسم يضاف إلى قائمة النقابيين الذين مروا مرور الكرام دون تغيير حقيقي. كانت أولى “أخطائه” هي عدم الانصياع للضغوط، وعدم السماح باستخدام ملفات النقابة كوسيلة لتصفية الحسابات أو تحقيق مكاسب شخصية.
الدويري.. نقيب الإنجازات في وقت قياسي
في فترة وجيزة، استطاع فؤاد الدويري تحقيق نجاحات غير مسبوقة، أبرزها:
- تحسين أوضاع المقاولين عبر تصحيح مسار النقابة وضمان حقوقهم المشروعة.
- إعادة ترتيب الملفات المالية والإدارية، لتكون أكثر شفافية وكفاءة.
- الدفاع عن مصلحة المقاولين، رغم تعرضه لحملات تشويه وعرقلة من بعض الأطراف التي فضّلت مصالحها الشخصية على المصلحة العامة.
- فتح أبواب الحوار مع الجهات الرسمية، لإيجاد حلول جذرية للمشكلات المزمنة التي يعاني منها القطاع.
الكرم.. مبدأ لا يتغير
لم يكن الدويري رجل حسابات ضيقة، بل كان كريمًا في تعامله مع الجميع، حتى مع من انقلبوا عليه بمجرد أنه حمل أمانة النقابة بصدق. كان بإمكانه تصفية الحسابات، لكنه اختار التسامح، رغم معرفته بأن البعض لا يستحقون ذلك.
بل إن إحدى “أخطائه” الكبرى كانت مغفرته للنقيب السابق، الذي لم يتحمل رؤية النقابة تنهض على أسس سليمة، فانقلب عليه بدافع المصالح الشخصية، متجاهلًا كل الجهود التي بذلها الدويري من أجل تصحيح أخطاء الماضي، التي كانت بمثابة ألغام زرعها من سبقوه في إدارة النقابة.
مصلحة المقاولين فوق الجميع
لم يكن الدويري يومًا ممن يسعون إلى المناصب لأجل الوجاهة أو المكاسب الخاصة، بل كان هدفه الأول والأخير هو تحقيق العدالة بين المقاولين، وإعادة الهيبة للنقابة. رفض أن يكون جزءًا من لعبة المصالح، ووقف شامخًا أمام الضغوط التي حاولت جرّه إلى زوايا الترضيات الشخصية.
ختامًا.. أخطاؤه فخرٌ له!
نعم، أخطأ الدويري، ولكنه أخطأ في شيء واحد فقط: أنه آمن بأن الجميع يريد الخير لهذا القطاع، فحاول الإصلاح دون أن يتوقع الطعنات من الخلف. لكنه رغم ذلك، بقي ثابتًا على مواقفه، واضعًا النقابة والمقاولين في المقدمة، دون أن يسمح لأي اعتبارات أخرى بأن تعرقل طريقه.
وإن كان هذا خطأ، فنعم الخطأ هو!