مقالات

الدباس يكتب: السياحة في الأردن..ثروة نفطية بحاجة إلى تحركه

التاج الاخباري- هاني الدباس

تمثل خطة التحديث الاقتصادي التي أطلقها الأردن خارطة طريق طموحة تهدف إلى تعزيز النمو المستدام ورفع معدلات الاستثمار في القطاعات وفي مقدمتها السياحة نظرًا لدورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني.

وتتماشى الجهود الرامية إلى زيادة إنفاق السائح مع الأهداف الاستراتيجية للخطة، حيث تسعى إلى مضاعفة عائدات السياحة، وزيادة أعداد الزوار، وتحفيز الاستثمار في الخدمات والبنية التحتية السياحية ما يعظم قيمة ومردود السياحة كونه يمثل الثروة النفطية الحقيقية للأردن.

ان إحدى الركائز الأساسية للخطة الارتقاء بجودة الخدمات السياحية من خلال تلبية احتياجات السائح وفقًا لجنسيته وثقافته استناداً لتجربة السائح واهتماماته وحاجاته فالسائح الصيني، على سبيل المثال، يُفضّل التسوق واقتناء المنتجات التراثية، في حين يبحث السائح الخليجي عن الإقامة الفاخرة والمرافق الترفيهية الراقية، بينما ينجذب الأوروبيون إلى التجارب الثقافية والمغامرات البيئية.

ان إطلاق وتصميم عروض سياحية مخصصة، ضرورة الان ما يعزز من معدلات الإنفاق ويزيد مساهمة القطاع في الدخل القومي .

ان تعزيز التكامل السياحي الإقليمي، يضع الأردن كجزء جوهري من جولة سياحية تمتد إلى الدول المجاورة فيمكن، على سبيل المثال، ربط البتراء ووادي رم بمدائن صالح في السعودية، أو المغطس برحلات إلى القدس، أو البحر الميت برحلات علاجية إلى البحر الأحمر.

ومن خلال تقديم باقات سياحية مشتركة تشمل كافة الخدمات ، يمكن استقطاب مزيد من السياح الدوليين وتحفيزهم على تمديد فترة إقامتهم، مما يسهم في زيادة الإنفاق داخل المملكة.

تشير الإحصائيات إلى أن متوسط إنفاق السائح في الأردن يبلغ 1000 دولار فقط، مقارنة بـ 1500 دولار في الإمارات و1200 دولار في السعودية. ومن هنا علينا ، تطوير سياحة الفخامة من خلال استقطاب العلامات التجارية العالمية في قطاع الضيافة والتجزئة، وتعزيز سياحة التسوق الفاخر عبر إنشاء وجهات تسوق متكاملة، وتنظيم فعاليات حصرية مثل المهرجانات الثقافية والحفلات الموسيقية الراقية، وتقديم تجارب إقامة استثنائية مثل المنتجعات الصحراوية الفاخرة، وفعاليات المواقع الأثرية، أو رحلات المغامرات الفاخرة.

تُعدّ البنية التحتية للنقل أحد العوامل الأساسية في رفع معدلات إنفاق السائح، إذ تسعى الخطة إلى تطوير شبكة مواصلات متكاملة تسهّل التنقل بين الوجهات السياحية داخل الأردن، وتوفير خيارات نقل مريحة وبأسعار مناسبة لزيادة قدرة السياح على استكشاف المزيد من المواقع، وتقديم حزم سياحية شاملة تضم الإقامة، والمواصلات، والأنشطة الترفيهية بأسعار تنافسية.

ان إحدى الأولويات الرئيسية في خطة التحديث هي تحسين استراتيجيات الترويج السياحي من خلال الاعتماد على الحملات الرقمية الذكية للوصول إلى الأسواق العالمية، والتعاون مع المؤثرين في مجال السفر لتعزيز الصورة الإيجابية للأردن كوجهة سياحية فريدة، وتنظيم رحلات إعلامية ودعوات خاصة للمستثمرين والمشاهير لزيادة الترويج العالمي للأردن.

ان زيادة إنفاق السائح في الأردن ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو جزء من رؤية تحديثية شاملة تهدف إلى جعل السياحة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وثروة مؤثرة في الدخل القومي ، ومن خلال تحسين الخدمات، وتخصيص التجربة السياحية، والاستفادة من التكنولوجيا، وتعزيز الربط الإقليمي، يمكن للأردن أن يعزز مكانته كوجهة سياحية عالمية تنافسية، ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني، ويحقق أهداف خطة التحديث الاقتصادي في تنمية مستدامة لقطاع السياحة، ان النظر للسياحة كبعد ترفي في آخر قائمة الاهتمامات الوطنية هو جوهر الأزمة .. فالسياحة كنز نفطي حقيقي للأردن ان اردنا ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى