مقالات

دركجيان يكتب :مصلحة الأردن فوق كل اعتبار

التاج الإخباري –  بقلم جون بولص دركجيان

يتميز الموقف الأردني، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بثباته وصلابته في مواجهة مخططات التهجير التي تهدد المنطقة. فمنذ بداية الأزمة، وقف جلالته بحزم ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكداً أن هذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

في لقائه أمس الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي، برز جلالة الملك عبدالله الثاني كقائد عربي يمتلك رؤية واضحة وإرادة صلبة. لم يكتفِ بالرفض المطلق لفكرة التهجير، بل قدّم حلولاً عملية وإنسانية، معلناً استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل من غزة للعلاج. هذه الخطوة تجسد الموقف الأردني الأصيل في دعم الأشقاء الفلسطينيين دون المساومة على حقهم في أرضهم.

وفي موقف تاريخي يعكس ثوابت السياسة الأردنية، أعاد جلالته التأكيد على موقف المملكة الثابت والراسخ ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية. وشدد جلالته على أن هذا ليس موقفاً أردنياً منفرداً، بل هو تجسيد للموقف العربي الموحد الذي يجب أن تلتف حوله كل الجهود. وفي رؤية عملية للحل، أكد جلالته أن الأولوية يجب أن تنصب على إعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء أهلها في أرضهم، مع ضرورة التعامل الجاد والفوري مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

إن حكمة جلالة الملك وحنكته السياسية تجلت في قدرته على تفكيك المخططات التي تستهدف المنطقة، وتحويل المسؤولية إلى عمل عربي مشترك. فالموقف من التهجير ليس موقفاً أردنياً فحسب، بل هو موقف عربي جامع يجب أن يتحول إلى خطة عمل موحدة.

يدرك جلالته أن مستقبل المنطقة يعتمد على موقف عربي موحد وقوي. فالتحديات التي تواجه الأمة العربية اليوم تتطلب وحدة الصف وتنسيق المواقف. وها هو الأردن، بقيادة جلالته, يقدم نموذجاً في كيفية الجمع بين الثبات على المبادئ والعمل الدبلوماسي الفعال.

كما أنّ دعوة جلالته لإعادة إعمار غزة مع الحفاظ على كرامة أهلها في أرضهم تمثل رؤية متكاملة للحل، فهي تجمع بين الاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة والحفاظ على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وهذا الموقف المتوازن والحكيم يؤكد أن الحل يجب أن يكون شاملاً وعادلاً.

لقد أثبت جلالة الملك عبدالله الثاني، مرة أخرى، أنه قائد يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فهو لا يتحدث من موقع المصالح الضيقة، بل من موقع المسؤولية التاريخية تجاه قضايا الأمة، كما أن موقفه الثابت والواضح يشكل نموذجاً للقيادة الحكيمة التي تجمع بين الشجاعة في المواقف والحكمة في المعالجة.

وتجلّى الحس الوطني العميق لجلالته في تأكيد جلالته أن “مصلحة الأردن واستقراره، وحماية الأردن والأردنيين بالنسبة لي فوق كل اعتبار”. هذا التصريح يعكس الرؤية الملكية الحكيمة التي تجمع بين الالتزام بالقضايا العربية والحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية. فجلالته يدرك أن قوة الأردن واستقراره هما الضمانة الأساسية لدوره الإقليمي المؤثر، وأن حماية المواطن الأردني هي الركيزة التي تنطلق منها كل السياسات والمواقف. هذا التوازن الدقيق بين المسؤولية القومية والواجب الوطني يجسد عمق الفكر السياسي لجلالته وحرصه على مصالح شعبه وأمته.

وفي الختام، يبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حصناً منيعاً في وجه مخططات التهجير، وصوتاً قوياً يدعو إلى وحدة الموقف العربي. فالتحديات التي تواجه المنطقة تتطلب قيادة حكيمة وموقفاً موحداً، وهذا ما يجسده جلالته في كل مواقفه وتحركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى