دركجيان يكتب: حينما التقيت بالملك

التاج الاخباري- بقلم : جون بولص دركجيان
أُتيحت لي فرصة استثنائية للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته لأرمينيا عام 2020، حيث كان اللقاء جزءاً من وفد أعتز به من رجال الأعمال الأردنيين والأرمنيين. تحاورنا حينها مع جلالته وكان عنوان اللقاءات جميعها بأن نركز على تعزيز فرص الاستثمار وتطوير المشاريع في الأردن، لا سيما في قطاع التكنولوجيا المالية، وشجعنا جلالته كما يقوم دوماً على استغلال هذه الفرص لتحقيق التنمية الاقتصادية المشتركة. ولن اخفي بأن اللقاء كان وما زال مصدر إلهام حقيقي، وشجعنا على العمل الجاد لتحقيق الرؤى الطموحة التي ناقشناها.
ما دفعني للحديث اليوم في هذا الموضوع هو أن زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني الخارجية وكيف تمثّل هذه الزيارات حجر الزاوية في تعزيز العلاقات الدولية والدبلوماسية للأردن، حيث يتمتع جلالته بقدرة استثنائية على بناء جسور التفاهم والتواصل مع الدول الأخرى، مما يعزز من مكانة الأردن على الساحة الدولية. دائماً ما يحظى الملك باستقبال حافل وتقدير بالغ من الدول التي يزورها، ما يعكس الاهتمام الكبير بتطوير العلاقات الثنائية.
ومنذ تولي جلالة الملك مقاليد الحكم، شهدت الدبلوماسية الأردنية تطوراً ملحوظاً، حيث عمل جلالته على تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية مع مختلف دول العالم. وكان للملك دور كبير في تعزيز العلاقات الثنائية والبحث المستمر عن حلول دبلوماسية للنزاعات الإقليمية، مما يعكس التزامه بالاستقرار والتنمية في المنطقة.
على مدار ربع قرن من الزمن، أظهر جلالة الملك عبدالله الثاني حكمة سياسية ورؤية استراتيجية في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية المعقدة. بفضل قيادته الحكيمة، تمكن الأردن من الحفاظ على استقراره الداخلي وتجنب الدخول في نزاعات إقليمية مستمرة. وقد تميز جلالته بقدرته الفائقة على إيجاد حلول دبلوماسية وتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والأمن الإقليمي، مما جعل الأردن نموذجًا يحتذى في الاستقرار والتعاون الدولي في منطقة مليئة بالتحديات.
وفي الأسبوع المقبل، سيغادر جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في زيارة تتزامن مع تحديات إقليمية كبيرة. ومن المؤكد أن يواكب جلالة الملك الظروف الراهنة بحنكة وتوازن، معززًا موقف الأردن في دعم التعاون الدولي وتأكيد التزامه بتعزيز العلاقات الأردنية-الأمريكية في ظل الظروف المعقدة التي يشهدها الشرق الأوسط. وفي الصعيد ذاته، تُنتظر هذه الزيارة لتعميق التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، لا سيما في ظل التحديات المشتركة، وسيكون الملك حازماً في طرحه وإقناعه للإدارة الأمريكية بأن ملف التهجير يجب أن لا يستمر، ويجب على الإدارة الأمريكية أيضاً أن تقتنع قناعة تامة بأن ملف التهجير وما تنوي تنفيذه هذه الإدارة في القضية الفلسطينية الاسرائيلية سيؤدي حتماً إلى تصفية القضية دون حل واضح ومقنع للجميع.