المهيرات يكتب.. عبد الله الثاني بن الحسين.. رمز العطاء والنهضة في ذكرى ميلاده

التاج الإخباري – بقلم الدكتورة رنا محمد داوود المهيرات
في كل عام، ومع إشراقة يوم الثلاثين من كانون الثاني، تحتفل القلوب قبل الألسن بميلاد قائد أحب وطنه وأخلص لشعبه. إنه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الإنسان قبل أن يكون الملك، الذي كرّس حياته لخدمة الأردن وأبنائه، فكان رمزًا للعطاء والتفاني، وباني نهضة جعلت من هذا الوطن الصغير بحجمه كبيرًا بإنجازاته ومكانته.
ليس من السهل أن تكون قائدًا يحمل على عاتقه تطلعات شعب بأكمله، لكن جلالة الملك عبد الله الثاني فعل ذلك بمحبة وإصرار. منذ توليه العرش، لم يكن يومًا بعيدًا عن هموم شعبه، بل كان الأب الحاني، والقائد الحكيم، والأردني الذي يشعر بآلام وطنه ويفرح بإنجازاته. لم تكن القيادة بالنسبة له منصبًا، بل رسالة سامية حملها بكل إخلاص، فكان يجوب البلاد من شمالها إلى جنوبها، يلتقي بالمواطنين، يصافحهم، يستمع إليهم، ويعمل بلا كلل لتحقيق الأفضل لهم.
في ظل التحديات التي واجهها الأردن، كان الملك عبد الله الثاني دائمًا صمام الأمان، يقود السفينة وسط الأمواج العاتية بثقة وإيمان. لم يعرف المستحيل، ولم يسمح للعقبات أن تعيق مسيرة الوطن. كان يرى في الشباب أمل المستقبل، فدعمهم، وشجعهم، وفتح لهم الأبواب ليكونوا جزءًا من بناء الأردن الحديث. كان يؤمن بأن التعليم هو مفتاح التقدم، فحرص على تطويره، وبأن الصحة حق لكل مواطن، فعمل على تحسين الخدمات الطبية، وبأن الكرامة الإنسانية لا تُمس، فكان نصيرًا للفقراء والمحتاجين، حريصًا على أن ينعم كل أردني بحياة كريمة.
وفي ساحات السياسة والدبلوماسية، كان صوت الأردن حاضرًا بفضل حكمته وبعد نظره. حمل قضية فلسطين في قلبه، دافع عن القدس ومقدساتها، ووقف بجانب الشعوب المستضعفة، مؤمنًا بأن القيادة الحقيقية تعني الوقوف إلى جانب الحق والعدل.
اليوم، ونحن نحتفي بذكرى ميلاد جلالته، نجدد العهد والوفاء لهذا القائد الذي وهب عمره للأردن. نحتفل ليس فقط بيوم ميلاده، بل بمسيرة مليئة بالإنجازات، وبقصة قائد أحب وطنه حتى أصبح الوطن نفسه. كل عام وأنت بخير يا سيد البلاد، كل عام وأنت فخر الأردن وعزه، وكل عام وأنت نبض القلوب التي تهتف باسمك حبًا وولاءً.