مقالات

مساد يكتب.. لا تلومونا أن قلنا الأردن أولاً

التاج الإخباري – بقلم مأمون مساد

ثمة من يأخذ علينا أن ننادي بالشعار الأردن أولاً الذي أطلقه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في العام 2004، خلال خطاب له أمام مجلس النواب الأردني في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الامة في دعوة منه للتأكيد على الأولويات الوطنية والتركيز على المصلحة العليا للأردن ، مع تعزيز الهوية الوطنية و الاستقرار الداخلي ،و ليعكس التوجه نحو التركيز على تطوير البلاد وتحقيق التنمية المستدامة ، مع التأكيد على أهمية الاستقلالية الوطنية.

شعار “الأردن أولاً” كان يعكس رؤية الملك عبدالله الثاني في أن مصلحة الأردن و يجب أن تكون في المقام الأول، سواء في القضايا الداخلية أو في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية كما كان يعبر عن التزامه بتحقيق التوازن بين التنمية الداخلية وبين الالتزامات الخارجية ، وما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى التمسك بهذه السياقات التي تعمل عليها مؤسسة الدولة الأردنية وفي مسارات التحديث والإصلاح الداخلية عبر منظومات متكاملة ، كما تقدمها الدبلوماسية الأردنية الثابتة بالتعامل مع المتغيرات الجيو- سياسية .

لم يكن شعار “أولاً” حكرا على الاردن ، ولن يكون على حساب الالتزامات الانسانية والاخوية وسياسته الخارجية ، فعقل الدولة يعرف ويعلم كيفية الموازنة بين مصالحه ، وهذه الالتزامات ، وقد استخدمت بعض القادة أو الحركات السياسية في العديد من الدول،ويعكس تركيزهم على المصلحة الوطنية أو الاهتمام بالشؤون الداخلية على حساب القضايا العالمية أو الخارجية. وقد يرتبط هذا الشعار بمفهوم “الوطنيّة أولاً” أو “الاهتمام بالمواطنين أولاً” ، ولعلي في عجالة اشير الى دول استخدمت شعار “أولاً”

  1. الولايات المتحدة الأمريكية: رفعت شعار “أمريكا أولاً” (America First) والذي أصبح سمة بارزة خلال رئاسة دونالد ترامب (2017-2021) ،وكان هذا الشعار يمثل سياسة الانعزالية التي تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة من خلال تقليص التورط في القضايا العالمية والتركيز على التحديات الداخلية مثل الوظائف و التجارة و الأمن الوطني.
  2. البرازيل: استخدم جايير بولسونارو، الرئيس البرازيلي، شعارًا مشابهًا يعكس تركيزه على المصالح الوطنية، وخاصة في القضايا الاقتصادية والأمنية. هو أيضًا كان يروج لفكرة أن البرازيل أولاً في السياسة الخارجية والداخلية.
  3. فرنسا: في فترات معينة، خصوصًا في سياقات انتخابية، استخدم بعض السياسيين الفرنسيين شعارًا مشابهًا يعبر عن تفضيل الاهتمام بالمواطن الفرنسي والتركز على القضايا الداخلية مثل العمالة، الأمن، و الهويات الثقافية.
  4. المملكة المتحدة:- بعد استفتاء بريكست في 2016، أصبح شعار “أولاً” مرتبطًا بسياسة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (Brexit) التي كان يشجعها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون. كان الشعار يعكس الرغبة في إعادة السيادة و التركيز على القضايا المحلية مثل الهجرة والاقتصاد الوطني، مع التوجه لتقليل تأثير السياسات الأوروبية.
  5. هنغاريا:استخدم فيكتور أوربان، رئيس وزراء هنغاريا، شعارًا يعكس المصالح الوطنية أولاً، خاصة في سياق السياسة المناهضة للهجرة والسياسة الاقتصادية التي تركز على تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
  6. تركيا: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بعض الأحيان استخدم خطابًا يشير إلى ضرورة المصلحة الوطنية أولاً، خاصة في سياق السياسة الاقتصادية و الأمن القومي، مع التركيز على تعزيز الاقتصاد التركي والحد من التأثيرات الخارجية على السياسة الداخلية. كل هذه الدول قدمت مصالحها الوطنية وتمسكت بشعار اولا ، ومن حق الأردن والاردنيين اليوم ان يعدوا إلى هذا الشعار في استمرار مسيرة الإنجاز الوطني ، دون التفات للاصوات النشاز التي تنكر علينا احيانا – ومن غير وجه حق – أن نتمسك بالأردن ومصالحه .
    :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى