مقالات

المصري يكتب.. لم يفعلها سوى الأردن.. وكان النصر على العدوان منذ البداية أردنياً

التاج الإخباري – بقلم النائب الدكتور وليد المصري

في خضم العدوان المتكرر على قطاع غزة، كان للأردن موقفٌ واضح وثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، حيث لعب دوراً محورياً في التصدي للعدوان والمساهمة في جهود إغاثة غزة، ولا يمكن لأي شخص أن يتجاهل الدور الكبير الذي قام به جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لم يدخر جهداً في كشف جرائم الاحتلال أمام العالم، وكان من أوائل القادة الذين حملوا عبء القضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة، ولم تكن مواقفه في ذلك تقتصر فقط على البيانات والخطب، بل تجسدت عملياً في أفعالٍ جسيمة كانت لها أثر كبير على الساحة الدولية.

حيث كان جلالة الملك أول من كسر الحصار على غزة، إذ أمر بإرسال المساعدات الإنسانية عبر الإنزال الجوي إلى القطاع المحاصر، وقد وضع جلالته نفسه على الخطوط الأمامية، مع قواتنا المسلحة الأردنية، ووضع روحه على كفه في سماء غزة ليعرّي تبريرات العالم في عجزه عن ايصال المساعدات للقطاع، حيث شارك في إيصال الغذاء والدواء إلى غزة في ظل الظروف القاسية والمخاطر الكبيرة، هذا التوجيه الكريم لم يكن مجرد خطوة سياسية بل كان ميدانياً، حيث عملت الهيئة الخيرية الهاشمية بتوجيهاته على إيصال المساعدات برا وجوا، في تطوع كبير من الأردنيين الذين لم يترددوا في تقديم يد العون.

لا أحد في العالم يستطيع غض طرف عينه على مشهد الاردن حين أصبح معقلاً لطائرات الإنزال الجوية من مختلف الدول بعد خطوة الملك وبفضل هذا التنسيق، نجح الأردن في إحراج المجتمع الدولي ودفعه لإيجاد سبل تقديم المساعدة لغزة.

هذا الموقف الأردني كان بمثابة الصوت المدوي الذي أجبر العالم على تحريك الجهود الإنسانية، في الوقت الذي كانت فيه غزة تعيش تحت القصف والدمار.

الأردن كان في صلب الحدث، حيث كانت جميع مؤسسات الدولة الأردنية، بما فيها الجيش العربي، جيشٌ وحاميٌ للإنسانية، فجنودنا البواسل كانوا في خط المواجهة مع طواقم الجيش الأبيض الأردني، يقدمون العون والمساعدة في ظل القصف والجوع والبرد، هؤلاء الجنود والطواقم الطبية كانوا شركاء مع أهل غزة في معاناتهم، في مشهد من التضامن الإنساني الذي يفتخر به الجميع.

كما لم يكن الأردن يكتفي بمساندة غزة على المستوى الإغاثي، بل كان في قلب المحافل السياسية الدولية يفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ويعرض صور المجازر التي ارتكبها في غزة، فلم يتوانَ وزير الخارجية أيمن الصفدي عن نقل صور هذه الجرائم إلى كل العالم، مؤكداً على ضرورة محاسبة الاحتلال على ما ارتكبه من انتهاكات، وكان صوت الأردن في الأمم المتحدة والمحافل الدولية ركيزة أساسية في دفع عجلة الضغط الدولي على إسرائيل.

وفي داخل الأردن، عاش الشعب الأردني معاناة أهل غزة كأنها معاناتهم، فالأردنيون منذ أكثر من عام لم يذوقوا طعم الفرحة في الأعياد أو الأعراس، تأثراً بما يمر به إخوانهم في غزة، وتبرع العديد منهم بتكاليف أفراحهم ومناسباتهم لصالح الشعب الفلسطيني، تجسيداً للتضامن والتفاني الذي يكنه الأردنيون لفلسطين وقضيتها.

إن مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وتضامن الشعب الأردني، وسعيه المستمر لكشف جرائم الاحتلال، ليست مجرد مواقف عابرة، بل هي جزء من تاريخ طويل ومستمر في دعم القضية الفلسطينية، ولا شك أن الأردن سيبقى السند القوي للفلسطينيين في وجه العدوان، وسيظل صوت الاردن قويا في العالم يفضح الاحتلال ويدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني بكل الطرق الممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى