القرعان يكتب.. تجار الخصخصة يقاتلون بشراسة لإغتصاب الفوسفات
التاج الإخباري – بقلم احمد خليل القرعان
في كل دول العالم حين يصاب ركن من آركان الوطن سياسياً كان ام اقتصادياً بالخلل، تجد اصحاب القرار يبحثون الكفاءة التي تأخذ بيد ذلك الركن الى بر الأمان.
وما جرى في الفوسفات بعهد الإدارات السابقة وحتى عام ٢٠١٦ أمرٌ خطير جداً ، إذ كانت الفوسفات بعهد الإدارات المتعاقبة تخسر سنوياً مبلغ لا يقل عن ٥٠ مليون دينار حتى وصل بعام ٢٠١٦ الى ٩٠ مليون دينار، فما هو الحل لإنقاذ هذه المؤسسة الهامة من الخسائر السنوية المتلاحقة ؟.
فقررت الحكومة تعيين الدكتور محمد الذنيبات لمدة ٣ اشهر للإشراف على تصفيتها بالبداية، وحين استلم مهمته وجد بأن الخلل يمكن إصلاحه وإعادة الشركة الى سكة الارباح فوافقت الحكومة على تعيينه رسمياً رئيساً لمجلس إدارتها.
وفعلاً قضى على المديونية في عام ٢٠١٧، واصبحت الشركة تقفز من نجاح الى اخر، حتى اصبحت من اكثر المؤسسات التي تغذي الخزينة ، فرفدتها بمبلغ ٧٠٠ مليون دينار بأخر ٥ سنوات، وقفزت الى العالمية واصبحت من اقوى ٥ شركات بالعالم بمجال التعدين وصناعة الأسمدة ، وتحقق أرباحها سنوية لا تقل عن ٣٠٠ مليون دينار بعد الضريبة.
ولكن هذا النجاح والعطاء الوطني الكبير للذنيبات أفقد عُشاق الخصخصة عقولهم وهز اركانهم، فالنجاح ظاهر لا يمكن إخفاؤه عن الأعين ، فقرروا تسخير اذرعهم الإعلامية وبعض الموظفين الذي تم طردهم من الشركة لأسباب مذكورة بملف الفوسفات بمكافحة الفساد لنهش قلب الفوسفات النابض محمد الذنيبات كخطة حقيرة لارغامه على الاستقالة ، لإعادة الفوسفات للخسارة، حتى يتسنى لتجار الخصخصة شراءها بثمن بخس كما هو حال الشركات المباعة.
فتحية صادقة من كل اردني شريف للإدارة الحالية المتمثلة بالدكتور محمد الذنيبات والمهندس عبد الوهاب الرواد اللذين انقضا شركة الفوسفات من حبل الإعدام بأخر لحظة، ولا عزاء للمتخاذلين بحق الوطن ،ومهما لبسوا ثوب الوطنية الزائف ستظهر الحقيقة التي ستلقي بهم الى مزابل التاريخ ، وإن غداً لناظره قريب.