القرعان يكتب: المسيحيون في الاردن جذوراً وليسوا طوائف كما يسميهم الإعلام القذر
بقلم: احمد خليل القرعان
دعوني بداية أن الجأ للذكاء الفطري وليس الصناعي لتوضيح أمر بغاية الاهمية ، وهو أنني امقت نعت المسيحيين في الأردن بعبارة الطوائف المسيحية.
فعبارة الطوائف للمسيحيين يجب عدم استخدامها بالمخاطبات على الساحة الاردنية على الاطلاق اعتباراً من اليوم ، لانها لم ترد اصلاً بالقرآن الكريم مرجعيتنا الدينية الاولى إلا مرة واحدة بصيغة المفرد للمسلمين، ولم ترد على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده على الاطلاق لا بقول ولا حديث، وانما هو مصطلح سياسي اخترعته عقول نتنة لإيجاد شرخ في مجتمع ما متى سنحت الفرصة لذلك.
فالمسيحيين في الاردن ليسو طائفة، تتناقلها رياح السياسة، او جماعة طارئة للتعايش الديني على ارضها، كما انهم ليسو اغصان شجر يتم تقليمها متى أردنا لتزيين بيوتنا بالمناسبات بهم، بل هم جذوراً ضاربة بأعماق التاريخ والارض الاردنية ، وملح ارض لا طعم لترابنا بدونهم،واضيف على ذلك بأن بعضهم اقدم من المسلمين على هذه الارض.
اما قضية تهنئتهم ومشاركتهم بمناسباتهم، فلي فيها رأي شخصي فليأخذ به من شاء ويحاربه من يشاء، فكيف تمنعني من تهنئة المسيحي او المباركة له بأي مناسبة، وانت تسمح لنفسك بركوب طائرة او سيارة من صنعه لأداء فريضة الحج، او تستخدم مكبر صوت صنعه لإقامة الصلاة بالمسجد، او تسمح لجسدك اذا مرض ان ينام بين مقص طبيب مسيحي، او تستخدم هاتف صنعه مسيحي للاطمئنان على أولادك من مكة، او تحدد قبلتك للصلاة بواسطة تكنولوجية مسيحية.
فالمسيحي في الاردن ليس علامة تجارية لسلعة ما تستخدمها او ترفضها متى شئت، بل هو جذر اردني ، ويجب ايقاف استخدام مصطلح الطوائف عليهم، ويجب ان يصدر عن مثقفيهم قراراً يطالب بمنع استخدام مثل هذا المصطلح الخطير.
فلنحمد الله مسلمين ومسيحيين على اننا دولة ليس بها طوائف كما غيرنا تستخدم لتدمير الشعوب ، ولنحمد الله بأننا على ارضنا الاردنية جميعا من السنة ، وحتى اخوتنا وأهلنا المسيحيين سرعان ما يتحولوا الى سنة للدفاع عن الاردن، كما هو واضح بحرب ١٩٦٧ والكرامة حين القى بعضهم جسده على اخوانه المسلمين بالخندق فلقى ربه ليعيش رفاقه.