التاج الإخباري ـ بقلم: موفق الرياحنة
في زمن تتسارع فيه المظاهر وتزدهر فيه شهرة البعض على حساب الآخرين نجد أن هناك أناسًا يستحقون التكريم أكثر من أي وقت مضى ولكن في صمت ووسط أزمات متراكمة تبقى حقوقهم مهملة أحد هؤلاء هو الفنان الأردني الساخر إبراهيم أبو الخير الذي لم يقتصر دوره على إضحاك الأردنيين بل كان أيضًا مرآة لأوجاعهم وآمالهم رجل حمل على عاتقه مسؤولية رسم الابتسامة على وجوه الأردنيين في أصعب الظروف وأضاء حياتهم بالكوميديا التي تنبض بالحكمة والتعبير عن واقعهم الاجتماعي والسياسي
لكن اليوم ووسط شتاءه القاسي يمر إبراهيم أبو الخير بمحنة صحية والحديث هنا لا يتعلق بشهرة أو بريق بل بحالة إنسانية تستحق أن نلتفت إليها الرجل الذي ضحى بالكثير من أجل إسعادنا أصبح الآن على سرير الشفاء وحيدًا إلا من ذكرياته يواجه الفقر الذي نهش جسده وأجبره على العيش في ظل ظروف قاسية
وفي وقت مثل هذا حينما يعلو نجم بعض الفنانين ويتناثر ضوءهم في السماء يبقى أبو الخير في الظل ناسيًا ومتجاهلًا من قبل من هم في مواقع المسؤولية فلماذا لا نلتفت إلى من كانوا سببًا في إسعادنا وأعطوا الكثير دون أن ينتظروا المقابل هل يجب أن ننتظر حتى يصبحوا ذكريات قبل أن نكرمهم
في المقابل نجد أن الساحة الفنية مليئة بشخصيات لامعة مثل نسرين طافش التي تحظى بشهرة واسعة وتقدير عالمي لكن هل هذا يعني أن ننسى من مثل إبراهيم أبو الخير الذي عاش يزرع الفرح في قلوبنا وهو الآن يحتاج إلى من يزرع الأمل في قلبه أين العدالة في هذه المقارنة
إبراهيم أبو الخير الفنان الذي لم يعد يمتلك سوى ذكرياته ومسيرته الفنية المشرقة يستحق اليوم أن يكون في قلب اهتمامنا تكريمنا له ليس مجرد واجب أخلاقي بل هو دين في عنق كل واحد منا دين لأولئك الذين رسموا البسمة في حياتنا رغم قسوة الحياة يحتاج أبو الخير اليوم إلى رعاية ودعم يحتاج إلى من يكرمه على ما قدمه في الماضي وليس فقط على ما يقدمه الآن
إننا كمجتمع يجب أن نعيد النظر في أولوياتنا وأن نكرم أولئك الذين صنعوا الفرح في حياتنا أبو الخير يجب أن يكون في طليعة التكريم لأن تكريمه اليوم هو تكريم لإنسانية الفن والرسالة التي يحملها وفي النهاية لا ينبغي أن نسمح لفناني الجمال والمظاهر بأن يطغوا على أولئك الذين كانوا سببًا في زرع الأمل في قلوبنا.
ثم يبقى التساؤل الذي يفرض نفسه لماذا نكرم الفنانين والمبدعين في وطني فقط عند موتهم؟