د. ملو العين يكتب: علينا التحرك اقتصادياً بمعزل عن الظروف المحيطة.. لا نمتلك ترف الوقت
التاج الإخباري – بقلم د.نضال ملو العين
ما هي الخطة الاقتصادية؟
من اللقاءات و بشكل عام كانت محفزة و إيجابية بما يتعلق بالوضع الاقتصادي في الاردن من استقرار او تهدئة في الظروف المحيطة و السؤال الاهم هل نحن مستعدون لإنشاء المشروع الاقتصادي الكبير و الشامل للقطاعات الاقتصادية؟
اتفاجا من مسؤول بالملف الاقتصادي عندما يتحدث عن التحديات و يقول بأننا بحاجة إلى استثمارات و اننا بحاجة لتمويل و اننا بحاجة إلى ” معجزة ” . هنا صدمت و تفاجأت و تسائلت ما هو دورك ؟؟؟ و عندما تتحدث الى جهة داعمة او مانحة للاردن بهذا الحديث دون أن تشرح عن خططك و أعمالك و تحاول تحويل المسؤولية من الحكومة الى القطاع الخاص بالقول ان القطاع الخاص هو القادر على العمل و تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي و نعم هذا الصحيح و لكن ما هو دورك و خططك و برنامجك المحفز في حال لم يستطع القطاع الخاص البدء . و اذكر دولته و معاليهم بان رأس المال جبان و لن يتحرك الا اذا كان مطمئن و ان يرى مؤشرات . و تبدء تلك المؤشرات بان تقوم الحكومة او المؤسسات الحكومية بإنجاز و عمل و تشجيع.
فكيف تطلب من القطاع الخاص للاستثمار و نقول هناك تراجع و هناك إعسار لدى الشركات و هناك من هم مهددين بالاغلاق فاية راسمال او استثمار مستعد للمغامرة بمؤشرات كلها سلبية .
و انني من وجهة نظري اجد ان الحكومة او المؤسسات الحكومية ان تبدء هي بالعمل و الإنجاز بتطوير و تحديث الواقع الاقتصادي بإقامة مشاريع سياحية و مشاريع اقتصادية او اقلها التقليل من البيروقراطية و الإجراءات و تضارب التخصصات و اننا نجد انفسنا امام الملف الاقتصادي امام وزارة الصناعة والتجارة للتسجيل و في وزارة الاستثمار التي ستعود للوزارات الاخرى لإجراءات تجهيز الاستثمار و نجد وزير للشؤون الاقتصادية و جميعهم بنفس الخط و هنا تعددت المراجع . ..
لكي يساعدنا الاخريين من اتحاد اوروبي او أمريكا او الأشقاء العرب علينا ان نبدء نحن بأنفسنا بالعمل . فعندما بدءت دول شقيقة باستقطاب الاستثمار كانت قد بدأت بمشاريعها و على نفقتها الخاصة و بذلك جذبت لها الاستثمارات المحلية و العربية و العالمية. و بنفس الوقت انظر إلى ظروفنا فلا اجد اي تصريحات سوى الشكوى و الحجج و استخراج الأعذار بظروف المنطقة علما بأن دول الجوار هي بنفس المحور و نفس الظروف فالخليج قريب من إيران و الحوثيين و الشقيقة مصر على خط النار مع غزة و لكن هناك استمرارية العمل لديهم و لم نجدهم يضعو الظروف عائق .
و انني اجد ان خطاب و رؤى مولاي جلالة الملك واضحة و لا تحتاج لتفسير بتحويل التحديات الى فرص و بطرح توجيهات و الرؤى الملكية واضحة و الاهتمام الملكي و متابعة سيدي ولي العهد هي واضحة . و لا تحتاج الا إلى التنفيذ و لو تم تحقيق 30% من التطلعات الملكية ستكون هناك قفزة اقتصادية . و في لقاءتنا و بنقاشنا مع سفراء دول صديقة و داعمة للاردن و عند طرح المواضيع يكون الرد ” انتم ابدؤوا ” او ” ان هذه هي مسؤوليتكم ” و نحن نساهم حسب ما انتم تبدؤون به . يعني ان نبدء بالمشروع او المشاريع دون أن ننتظر دعم للبدء بالتفكير .
اعتقد ان الاقتصاد الداخلي و الوطني اليوم يدعونا للتركيز على الحلول و الخطط الاقتصادية و ان تتحمل الحكومة مسؤوليتها . ولا تنتظر من القطاع الخاص اية تقدم اذا لم تكن هناك مؤشرات حكومية واضحة . ..
و اننا يجب ان نبقى على حذر بالنسبة لظروف المنطقة فإنه حسب المؤشرات و ان إنسحاب ايران و روسيا و انهاء المعسكر الشرقي في سوريا و عصابات المخدرات و تجارة الممانعات و القوميات. اصبحت المنطقة الشمالية اكثر امنا لكن بحذر و الظروف بسوريا ما زالت تحت الاختبار و غير واضحة المعالم فلم يتم انشاء مؤتمر سوري لإنشاء دستور جديد أو انتخابات او اية مؤشرات للدولة المدنية . ولكن بكل الحالات بما يتعلق بالتهديد ستكون أضعف من سابقتها.
و انني حسب ما يتم من مؤشرات فان وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريبا جدا و من المتوقع حسب تصريحات سياسين بأنها قريبة جدا . و استقرار في غزة و الضفة الغربية و هذا يبعث للاطمئنان لكن بنفس الوقت بحذر من تبعات الاختيارات .
لكن سيكون هناك إعادة إعمار لتلك المناطق و تلك الدول و سيكون للاردن حصة كبيرة في إعادة الاعمار حسب ما تم من نقاشات و لكن هل القطاعات الاقتصادية متحضرة و جاهزة ام سنضيع الفرصة.
و هنا في الاردن علينا ان نتحرك بالمجال الاقتصادي بمعزل على الظروف المحيطة و نبدء بترتيب بيتنا الداخلي فاليوم فرصة للتطوير السياحي و انشاء المشاريع البسيطة والصغيرة والمتوسطة التي تلامس الاردنيين بشكل مباشر . و ان نكون مستعدين و ان نجهز البينة التحتية للقطاع السياحي و إعادة النظر بمنظومة السياحة و التشبيك بين القطاعات الاقتصادية للوصول إلى نتيجة مرضية و حقيقية . و بذلك يتم التأسيس على الثقة و سيكون للقطاع الخاص دور بارز و سيكون استقطاب الاستثمارات بشكل أسرع و ان نركز على العلاقات العامة و الاعلام و التسويق للاردن بكامل قطاعاته الاقتصادية .
علينا ان نتحرك الان و أليوم و ان لا ننتظر فنحن لا نملك ترف و رفاهية الوقت و تراكم الظروف و المعيقات. و ارجو ان تكون هناك خطة عملية مربوطة بخط زمني واضح لا ان نكتفي بالخطابات و الندوات. فقد تمنيت أن اسمع خطة ضمن فترات محددة و نتائج و تاريخ البدء و الانتهاء من مشروع واحد عدا دهان مدرسة و ترتيب الدرج .
اتمنى ان نفكر بخطة للإمام و مغطية على عدة سيناريوهات و خطط للمستقبل و ان لا نستمر بالعمل كل يوم بيومه .