حداد: تعقيدات علوم السلام وتكنولوجيا علوم السلام في الامن الدولي

التاج الإخباري – بقلم: خبير الاستخدام المزدوج للأمن الحيوي والأسلحة البيولوجية حازم اسكندر حداد
لا يزال تعريف علوم السلام و تكنولوجيا علوم السلام قيد الدراسة والمراجعة، ودمجها غير متسق عبر المنظمات الأممية و الدولية وغير الدولية.
وعلى الجانب الاّخر، فإن العديد من الباحثين في مجالات العلوم والتكنولوجيا الحيوية والهندسة لا يدركون حتى الان مجال العلم والتكنولوجيا من أجل السلام ، وهو أمر ضروري لضمان مساهمة الابتكارات التكنولوجية في السلام بدلا من تأجيج الصراع عن غير قصد.
إن معالجة هذه الفجوات من خلال الجهود المشتركة واهمها الهدف 17 بتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة التي اعلنتها الامم المتحدة أمر بالغ الأهمية لتعزيز التأثير الإيجابي على السلام العالمي.
بعد سنوات من الخبرة ومناقشات الباحثين في العلوم والتكنولوجيا الحيوية والهندسة وعددنا لا يتجاوز عشرة الاف عالم مازلنا لم نحقق الهدف والغاية لمنع أو تخفيف أو حل العنف والصراع، وتعزيز السلام.
وهنا أوكد على أهمية تجنب الاستخدام المزدوج للتكنولوجيا، حيث يمكن استغلال الابتكارات لأغراض ضارة بدلا من التطبيقات السلمية و يشمل البحث والتطوير وتطبيق العلوم والتكنولوجيا الحيوية والهندسة لدعم الاستراتيجيات ضد العنف.
ولاحظنا في الاونة الاخيرة تزايد الصراعات العالمية المحيطة بنا و الدولية و الذي يتجلى بأفعال مثل الحرب والاعتداءات المباشرة والعنف البنيوي والثقافي غير المباشرة، والذي يعكس عدم المساواة الاجتماعية والمعتقدات الضارة الراديكالية بصعود الاحزاب اليمينية المتطرفه.
حكومات العالم ارتفعت نفقاتها العسكرية العالمية بشكل مرعب لاكثر من 3 تريليون دولار حتى تاريخ هذا العام وعلى العكس تماما يتم تمويل جهود بناء السلام وحفظ السلام أقل من 30 مليون دولار.
فعلى حكومات العالم أستثمار علوم السلام وتكنولوجيا علوم السلام في الامن الدولي وتعزيز أستراتجيات الشراكة بشأن الذكاء الاصطناعي في الحوكمة والاعتبارات الأخلاقية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع تسليط الضوء على أهمية الممارسات المسؤولة لمنع إساءة الاستخدام وخاصة في التكنولوجيا الحيوية من استخدام مزدوج لغايات تهديد بيولوجي او دوائي او بيوكيميائي او كيميائي و نووي.
واول من اشار الى انشاء تحالف العمل العالمي للذكاء الاصطناعي هو المنتدى الاقتصادي العالمي التابع له و مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح على وضع معايير عالمية للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتعزيز الاستخدامات السلمية في مختلف القطاعات.
وفي مجال الأمن السيبراني وخاصة منشاّت الابحاث الاحيائية والكيمائية و النووية و قطاع البنوك و البيانات الشخصية على تثقيف الناس والدعوة إلى ممارسات مسؤولة لمنع الاستخدام الخبيث للأدوات السيبرانية.
ولهذا وفرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من خلال برنامج تعليم الأمن النووي ، الموارد اللازمة للمعرفة و التدريب للاستخدام الآمن للتكنولوجيا النووية وحمايتها من التهديدات السيبرانية.
وكما يسهم بدور اساسي مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح دورا حاسما في تعزيز جهود نزع السلاح وتعزيز الحوار العالمي لمنع إساءة استخدام التقدم العلمي لأغراض غير سلمية و تدمير السلام الانساني العالمي.
ونتاج ما ذكر سابقا هو تعزيز الصحة الجيدة والرفاه وهو الهدف الثالث و الاسمى من اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة والصحة الواحدة ، ومن اهمها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية (AMR) التي تعد واحدة من أكبر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية وسأتطرق لأهمية تطوير مطاعيم البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وتطوير الأدوية البيولوجية لها بمقال منفصل.