خـطـاب جـلالـة الـمـلـك عـبـدالله الـثـاني فـي افـتـتـاح الـدورة الـعـادية الـعـشريـن: رؤيـة لـلـتـحديـث والـمـسـتـقـبـل
التاج الاخباري – مـوفـق الـريـاحـنـة
في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني خلال افتتاح الدورة العادية العشرين لمجلس الأمة، قدم جلالته رؤية متكاملة وشاملة لمسارات التحديث والإصلاح في الأردن، مع التركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تُعتبر ركائز أساسية لتطوير البلاد، حيث تناول الخطاب محاور متعددة تهم الشعب الأردني ومستقبل المملكة.
- مشروع التحديث السياسي
أكد الملك عبدالله الثاني على أهمية المرحلة الجديدة التي يشكلها مجلس النواب العشرون في تطبيق مشروع التحديث السياسي. واعتبر أن هذا المجلس يشكل البداية الحقيقية لتعزيز دور الأحزاب البرامجية، وزيادة مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية. وشدد على أن نجاح هذا المسار يعتمد على التعاون الوثيق بين الحكومة والبرلمان وفقًا للدستور، وعلى أداء نيابي يرتكز على البرامج والأفكار المستندة إلى النزاهة والشفافية.
- مسؤولية الرقابة والتشريع
دعا جلالة الملك النواب والأعيان إلى تحمل مسؤولياتهم في الرقابة والتشريع، لضمان تنفيذ مسارات التحديث بما يحقق مصالح الوطن. وركز على ضرورة التنافس على البرامج والأفكار التي تلبي احتياجات المواطنين وتحقق تطلعاتهم، مشيرًا إلى أن نجاح الأردن في المرحلة المقبلة يتطلب عملاً جماعيًا وجهودًا مضاعفة لضمان التقدم والاستدامة.
- تحديث القطاع العام وتحسين الخدمات
أشار جلالته إلى الحاجة الملحة لتحديث القطاع العام وتحقيق إدارة عامة كفؤة، تهدف إلى تقديم خدمات نوعية للمواطنين بشكل عادل ونزيه. وأكد أن هذا التحديث يجب أن يكون التزامًا من جميع المسؤولين والموظفين، لضمان توفير بيئة عمل تساهم في تقديم الخدمات بكفاءة عالية، وتعزز ثقة المواطن في مؤسسات الدولة.
- تمكين الشباب وتحفيز النمو الاقتصادي
أبرز الملك أهمية تمكين الشباب الأردني وإعدادهم لمستقبل زاهر، من خلال توفير فرص العمل وتعزيز التعليم والتدريب، وأكد على ضرورة مواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو خلال العقد المقبل. كما أشار إلى أن الأردن يمتلك كفاءات بشرية وعلاقات دولية قادرة على تحقيق هذا الهدف، مما يجعل من المملكة منصة للابتكار والنمو.
- السياسة الخارجية والموقف من القضية الفلسطينية
جدد جلالة الملك عبدالله الثاني التأكيد على ثوابت الأردن في سياسته الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وأكد أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، من خلال استعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة. كما شدد على أن القدس ستبقى في قلب الأولويات الأردنية، مؤكداً استمرار الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية.
- الدعم الأردني لغزة والموقف الوطني
تحدث جلالته بفخر عن جهود الأردن في دعم الشعب الفلسطيني خلال الأحداث الأخيرة في غزة، مشيدًا بجهود الأردنيين في تقديم المساعدات الطبية والإنسانية. وأكد أن هذا الدعم سيستمر، وسيبقى الأردن حاضراً بجانب الشعب الفلسطيني في كل الأوقات، مستعرضًا الأدوار الإنسانية التي قام بها الأردنيون لنصرة أشقائهم.
- دور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية
وجه جلالته تحية تقدير وإجلال للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية، مشيدًا بتفانيهم وجهودهم في حفظ أمن واستقرار الوطن. وأكد أن الجيش والأجهزة الأمنية يمثلان مصدر فخر لكل الأردنيين، حيث أدوا واجبهم بشرف وإخلاص في أصعب الظروف.
- الهوية الوطنية ومسيرة البناء
اختتم الملك عبدالله الثاني خطابه بتأكيد على هوية الأردن الراسخة، مشددًا على أن المملكة لن تغامر بمستقبلها وستظل تحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي. وأشار إلى أن الأردن سيبقى عنوانًا للخير والتقدم، وأن مستقبل المملكة سيصنع بعزيمة أبنائها وإيمانهم الراسخ بمبادئهم.