الرواشدة يكتب.. اطمئنوا.. الأردن في عُهْدة الأردنيين
التاج الإخباري – بقلم حسين الرواشدة
في هذا التوقيت بالذات، نحن الآن وحدنا، ويجب أن نواجه مصيرنا، ونحدد خياراتنا بما يتناسب مع مصالحنا وقدراتنا، وأن لا ننتظر او نراهن على الآخرين، سواءً كانوا أشقاء او حلفاء، الكل مشغول بمصالحه وأزماته ومطامعه، ونحن الأردنيين الوحيدون القادرون على الخروج من وسط هذه الانفجارات بعزيمتنا وإرادتنا ووحدتنا، إذا قررنا ذلك.
لكي نسير على سكة السلامة، لابد أن يدرك المسؤولون في بلدنا أن لدينا طاقات من الشباب الأردني، تبحث عمن يستثمر فيها، ويعيد إليها الثقة بالدولة ومؤسساتها ؛ هؤلاء الشباب، مثل كل الأردنيين، يحبون بلدهم ويعتزون بقيادتهم، ويتمسكون بهويتهم الوطنية، يريدون منكم أن تتحدثوا معهم، وتفتحوا أمامهم أبواب الأمل بإقامة موازين العدالة، وتصحيح مسارات الخطأ التي كرست تهميشهم وتهشيم أحلامهم، يريدون أن يكون الأردن أولوية، ومصالحه وقضاياه مركزا للنقاش والعمل، رجاء، أعيدوا لهم الهمة والروح الوطنية، ولا تتركوهم وقودا لصراعات أطراف تحاول أن تجعل بلدنا غنيمة لمن هبّ ودبّ.
ما الذي يمنع أن يتوحد الأردنيون على هدف واحد : الحفاظ على الدولة وحماية أمنها ومنعتها واستقرارها، البناء على المنجزات وجدولة الخلافات، مواجهة الأخطار والتحديات وتصفير المشكلات، ما الذي يمنع الجماعة الوطنية أن تتحرك باتجاه المجتمع، و أن تبعث برسائلها للإدارات العامة، وأن تقدم ما تراه صوابا دون خوف أو تردد، ما الذي يمنع أن نخرج من دوائر التشكيك واللوم، ونجتمع على قلب واحد؟ بمقدورنا أن نفعل ذلك إذا تحررنا من عُقَد الخوف والأنانية، ومن حسابات اقتسام المنافع والمواقع، ومن زوايا الحرد والترصد، ومصائد (وأنا مالي؟).
الأردن اليوم في عهدة الأردنيين، كل الأردنيين، هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها الوقوف على الحافة، لكنها ربما الأصعب في سياق التوحش الذي يمر به عالمنا ومنطقتنا أيضا، بوسعنا، فقط، أن نفتح ذاكرتنا الوطنية على الأجداد والآباء، أقصد رجالات الدولة ورموزها وشهداءها، ومعهم الأردنيون، هؤلاء الذين التصقوا بتراب البلد ودافعوا عن وجوده وحدوده، واحتشدوا خلف قيادته، نحن الأبناء أحوج ما نكون إليهم، اليوم، لكي نستلهم منهم معاني الصمود والتضحية من اجل الوطن، والتوافق على بنائه وحمايته، ونحن أحوج اليهم لكي نقدمهم نماذج ملهمة لمن يجلس على مقاعد المسؤولية، ليتعلموا منهم دروس الشجاعة والإخلاص، ويردوا لأرواحهم التي ترفرف فوقنا التحية والاحترام.
أعرف أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالتحديات والمفاجآت، أعرف أننا بدأنا «خطوة تنظيم» في سياقات تعاملنا مع المستجدات التي طرأت بعد مرور اكثر من عام على الحرب، أعرف، ايضاً، أننا أمام استحقاقات تحتاج لمزيد من العقلانية والهدوء والتوازن، ونحن، بتقديري، جاهزون لها، لكن مع هذا كله لابد أن نضع اقدامنا على أرض صلبة، أقصد جبهة داخلية متماسكة وقوية، مناخات عامة تبعث على الاطمئنان، رسائل للداخل والخارج تؤكد دورنا في هذه المنطقة، وقدرتنا على طرح الحلول وتقديم المبادرات، والخروج من من منصات التردد والانتظار. هل نفعل ذلك؟ قولوا : آمين