ملو العين يكتب .. بوصلة الاقتصاد الوطني

التاج الإخباري -
التاج الإخباري - بقلم: نضال ملو العين
اعتقد اننا يجب ان نوجه بوصلة الاقتصاد اليوم الى الاقتصاد الداخلي و الاستثمارات الوطنية . فمثلا الاقتصاد و الاستثمار في بريطانيا هي من المشاريع الصغيرة و متوسطة و متناهية الصغر . يعني الاسواق التقليدية و المشاريع البسيطة . وكذلك في فرنسا . و أكثر ما تركز عليه تلك الدول هي السياحة .
و اننا في حال تعلمنا من تلك التجارب سنجد اننا في الاردن لدينا كل الظروف و اننا نعتمد الاقتصاد البسيط و الصناعات البسيطة . فلذلك نسخ التجربة الأوروبية و بالذات البريطانية سنجد اننا نحقق أهداف كبيرة و مميزة ستجعلنا نتجاوز كل تلك التحديات التي نواجهها .
فكم من مصنع اردني محلي وصل الى العالمية سواء في قطاع الأدوية او الالبسة او الصناعات الهندسية فكان نجاحه في السوق المحلي قد اوصله للعالمية .
و الشيء بالشيء يذكر… بان نجيب محفوظ وصل العالمية عندما تحدث عن الحارات و الشوارع و القصص الشعبية و حياة الشارع . فالف القصص و الرويات و ترجمت كتاباته و حصل على جائزة نوبل في الأدب.
لذلك فإنني ادعو حكومة دولة جعفر حسان الى التوجه إلى السوق المحلي و تنمية الاسواق الناشئة و تأسيس الاسواق التقليدية وفي علم الاقتصاد عندما يكون هناك ركود او تضخم تقوم الحكومة بإنشاء مشاريع جديدة لتحريك العجلة الاقتصادية .
وانني اعلم بان الحكومة في الاردن اعتمدت الاقتصاد الحر او السوق الحر . لذلك التوجه إلى الشراكة مع القطاع الخاص اصبحت مهمة اليوم . لخفض النفقات و انشاء مشاريع استثمارية حكومية يكون دور الحكومة بتوفير المكان و التراخيص و الحوافز الخاصة . وا ن نبحث و ندعم المستثمر الاردني و المحلي اضافة للاجنبي و العربي .
وعلينا التركيز على الاقتصاد المجتمعي وهو اقتصاد يعتمد على الأفراد و المجتمع و يعطي مكونات المجتمع المحلي فرصته و الاستثمارات الوطنية فرصها. ليكون هناك تحرك اقتصادي و مواجهة التحديات و تحقيق التنمية المستدامة و التنمية المجتمعات اقتصاديا و تطوير و تحديث المواقع الجغرافية و الاستفادة من الامكانيات المتاحة . بادراة جيدة للموارد و ادارة جيدة للامكانيات و الإدارة المالية للمشاريع .
رغم الظروف الجيوسياسية و حالة عدم اليقين و التوترات . . الا انني اتذكر احد اساتذتي قال " عند كل نزلة في مقابله طلوع " و وقتها لم أفهم العبارة بشكل جيد كما هو اليوم .
فإننا ما نواجه من تحديات و ضغوط هو يأتي بانفراج كبير اذا احسنا استغلال الفرص و الاستفادة من الامكانيات المتاحة و ما يحدث اليوم ليس سيئا فهو هدوء اقتصادي و الذي سيكون أكثر دقة بوصف الوضع الاقتصادي الاردني .
و في ظروف الهدوء الاقتصادي لهذه المرحلة . تدعونا جميعا لترتيب البيت الداخلي . و ترتيب الأوراق. .. و هذا الهدوء يعطينا فرصة لتحديد الطريق و الاتجاهات . و البوصلة اليوم تتوجه الى الداخل الاردني و الاقتصاد الوطني و تنمية المحافظات و الأقاليم و ان نبدء نؤسس في المئوية الثانية الدولة الاردنية الجديدة .
و ان ناخذ في عين الاعتبار اهم الموارد الرئيسية فوق الارض وهي السياحة و القوى البشرية و تكنولوجيا المعلومات.
ونعمل على تطوير المواقع السياحية والبنية التحتية للمواقع السياحية و انشاء نقاط سياحية و مراكز تجارية و اسواق جديدة. تهدف الى تنمية و نهضة اقتصادية شاملة و تعمل على مواجهة الفقر و البطالة و تمكين الشباب و المرأة و تصنع الاقتصاد المجتمعي .
و ان نركز على تسويق و ترويج الاردن بكافة القطاعات الاقتصادية بصنع الهوية البصرية لعلامة تجارية أردنية مميزة و التواجد في جميع قنوات التواصل الاجتماعي و السوشال ميديا و الاعلام و المشاركة الفعالة لكافة القطاعات الاقتصادية و جميع مكوناتها .
فالبوصلة الاقتصادية اليوم هي للداخل الاردني . و ان حركة الاقتصاد و دوران السيولة و النقد و تحقيق الإيرادات يكون من المحلات التجارية. و المشاريع الفردية و الصغيرة و الاسواق التجارية و المحلات و ريادة الاعمال وهي من تستحق الدعم و اعداد البرامج الدعم الخاصة لها لتخفيزها و تشجيعها بشكل اكبر .