هل ستعيق البنية السرية لحزب الله العملية البرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي؟

التاج الاخباري – كتب موفق الرياحنة
تعتبر البنية السرية لحزب الله جزءًا مهمًا من استراتيجيته الدفاعية والهجومية، خصوصًا في جنوب لبنان. حيث يمتلك حزب الله شبكة معقدة من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، إلى جانب ترسانة من الصواريخ والأسلحة التي تُخزَّن في أماكن مخفية.
هذه البنية تجعل من الصعب على أي قوة غازية تحقيق انتصار سريع أو السيطرة على الأرض بسهولة، خصوصا اذا ما تحدثنا عن الطبيعة والتضاريس في الجنوب اللبناني فإذا قرر الجيش الإسرائيلي شن عملية برية في لبنان، فإن هذه البنية السرية قد تُعيق تقدمه وتزيد من تعقيد المعركة.
حزب الله يعتمد على تكتيكات حرب العصابات، بما في ذلك الكمائن والضربات المفاجئة تماما كما هي المقاومة في غزة ، مما يجعله خصمًا صعبًا في أي مواجهة برية.
أيضا الأنفاق والبنية التحتية السرية تمكّن عناصره من التنقل والاختفاء بشكل فعال، مما يسمح لهم بمفاجأة القوات الإسرائيلية وتقليل تأثير الهجمات الجوية أو البرية بالإضافةللكمائن واستخدام الصواريخ المضادة للدبابات: ففي حرب لبنان عام 2006، أثبت حزب الله قدرته على إيقاع خسائر كبيرة بالقوات الإسرائيلية البرية باستخدام الكمائن والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات مثل صواريخ “كورنيت”
. هذه التكتيكات قد تتكرر في أي مواجهة جديدة، خصوصًا إذا تم استغلال التضاريس الوعرة والشبكات السرية بشكل جيد .ودعوني هنا اتحدث عن جانب مهم وهو إرهاق القوات الإسرائيلية خصوصا انها أنهكت في حربها مع غزة والتي مضى عليها عام تقريبا وهذا العام كان كفيلا بأستنزاف قوى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
فالبنية السرية لحزب الله تتيح له شن عمليات على مدار فترة زمنية طويلة دون الحاجة إلى الظهور بشكل مكثف أو علني. هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في مواجهة عدو يضرب وينسحب، مما يطيل من أمد المعركة ويستنزف القوات، سواء نفسيًا أو لوجستيًا.
مع ذلك، إسرائيل تعتمد على قدرات استخباراتية وتقنيات متقدمة لاكتشاف هذه الأنفاق وتدميرها، كما رأينا في عمليات سابقة. لكن طبيعة التضاريس والتكتيكات الدفاعية لحزب الله ستجعل من أي عملية برية معقدة وطويلة الأمد.
فإذا تمكن حزب الله من استخدام هذه الشبكات السرية بكفاءة، فقد يجبر الجيش الإسرائيلي على الدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد.
مع كل هجوم إسرائيلي بري، سيحتاج الجيش إلى التعامل مع تهديدات مستمرة من مخابئ وأنفاق غير مرئية، مما قد يزيد من الضغط على الوحدات القتالية ويؤثر على الروح المعنوية تماما كما شاهدنا كيف انسحب بعض سرايا الجيش الاسرائيلي في شمال غزة في نوفمبر الماضي عندما استطاعت المقاومة الفلسطينية ومن خلال شبكة الانفاق من الضرب والتخفي .
في النهاية:
البنية السرية لحزب الله ستُعقّد أي عملية برية للجيش الإسرائيلي وتزيد من التكلفة البشرية والمادية. بينما يمتلك الجيش الإسرائيلي تقنيات متقدمة واستخبارات قوية، فإن حزب الله يعتمد على استراتيجيات دفاعية وهجومية غير تقليدية تجعل من الصعب تحقيق انتصار سريع وحاسم.