مقالات

الدرادكه يكتب.. هل سَننتخبْ أم ننتحبْ ؟!

التاج الإخباري – بقلم الدكتور عبدالله سليمان الدرادكه

عشرة أيلول ذيله مبلول؛ بالقطر أو دموع الفرح أو دموع الحزن للمرشحين كلٌ حسب النتائج التي تَحصّل عليها، والخطورة أن يكون مبلول بدموع الوطن إذا أفرزت الصناديق  نائبا ممنوعا من الصرف، و هنا لست بصدد الحديث عن قواعد اللغة العربية التي أعشق، ولكنني سأتحدث عن قواعد وسجال اللعبة الانتخابية التي أكره، ونحن قاب قوسين أو أدنى عن موعد الاستحقاق الدستوري لاختيار أعضاء المجلس النيابي القادم، ليكونوا ممثلين عنا، ومعبرين عن همومنا وأوجاعنا وجوع أطفالنا، وظمأ شيحنا وقيصومنا، وليكونوا الرقيب والعتيد للسلطة التنفيذية، وسياجاً منيعاً لها اذا تغولت على أي حقٍ من حقوقنا، رغم أن السجل التاريخي لها يزعم عكس ذلك.

وبما أننا أمام حدث كبير، وأمر عظيم وفرض عين على كل منا، فليس هناك مَنْ هو أهم من الوطن الذي نفترش ترابه ونلتحف سماءه ونستنشق عليل هواءه. آه لمن لا يعرف قيمة الوطن، ولا يقدر نعمة الوطن، تهون أرواحنا فداءً لك، وتروي دماؤنا ترابك، ونزف أبناءنا شهداء دفاعاً وسياجا منيعا عن قلاعك. لتعلم يا وطني بأنك الأغلى والأحلى عند كل الأردنيين الشرفاء، الصابرين على جوعهم دون أن يتسولوا، وعلى عطشهم دون ان يشربوا ماء وجوههم، فأنت الأوحد الذي لا يقبل القسمة الا على نفسه في جميع حساباتهم، ومعادلاتهم، واشتقاقاتهم، وتفاضلاتهم.

من هنا؛ فأنني اذكّر نفسي وأبناء وطني بضرورة أن نتخير نواباً للوطن ممن هم أهلاً لخدمة الوطن وأبنائه، نتخير نواباً أوفياء مخلصين وقادرين على حمل الأمانة واداء الرسالة، وأن نُقصي بوعينا وانتمائنا كل أولئك الذين باعوا أنفسهم ومبادئهم وأهليهم بثمن بخس، وساقتهم أنفسهم الامارة بالسوء الى المزاودة على الوطن وأوجاع المواطنين، رغم أن شعاراتهم جذابة وعباراتهم براقة، ويخفون بها قبح حقيقتهم وخبث مقاصدهم، وأوكد لكم بأنهم شرذمة لا يشربون ماءنا؛ فهي عذبة لا تروي خُبث عطشهم، وتراب الأرض لا قيمة له عندهم؛ فحقائبهم محزومة للسفر؛ وهذه الأرض الطيبة الطاهرة المباركة لا تصلح لزراعة مشاريعهم الخبيثة، فحذاري أن نكون فريسة لمثل هؤلاء، وحذاري أن تكون أصواتنا تابوتاً ينقلنا إلى مهاوي الردى وينقلهم الى قبة البرلمان، ومن باب الرحمة بأولئك اللذين  باعوا أنفسهم ومبادئهم، ومن منطلق الشفقة عليهم، نقول: أصواتنا ليست لكم، بل يكفيكم منا صلاة الغائب بأربع تكبيرات بلا ركوع أو سجود، نختتمها بالدعاء: ” اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم وأغفر اللهم لنا ولهم“.

لنلبي داعي الوطن، ونتعسكر في خندق الوطن، ولنختار نائب الوطن الذي يستحق ويمتلك مقومات النيابة، وتظهر عليه علامات المواطنة الصالحة، فالوطن بحاجة هؤلاء وليس هناك مجالاً لنائب ممنوع من الصرف إما لعلة واحدة أو ممنوع من الصرف لعلتين؛ فقد أصابتنا عِلل كثيرة، وليس هناك مجالاً لنائب ممنوع من الصرف يجر بالفتحة عوضاً عن الكسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

This will close in 0 seconds