مقالات

الأمن الغذائي في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة

التاج الإخباري – عمران ياسر الخصاونه

تتزايد كل دقيقة حالة انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة الذي يتعرض للتجويع الممنهج منذ سنوات وحصار خانق غير انساني منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي ، حيث وصلت نسبة من يعانون من سوء تغذية وهشاشة في ألأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة حيث لم تصل إي بقعة في العالم إلى نسبة ١٠٠٪؜ من اجمالي السكان إلى مرحلة الجوع المتقدم كما هو واقع اهالي القطاع اليوم ، وحتى يدرك القارئ ما نعني بانعدام الأمن الغذائي فهي خمس مراحل بحسب التصنيف المتكامل العالمي يبدأ السوء في المرحلة الثالثة منها وهي الازمة ويعاني منها ما يقارب من ١٢٪؜ من السكان ، وتزاد سوء حتى تصل الدرجة الرابعة وهي الطوارئ ويعاني منها ما يزيد عن ٣٨٪؜ من السكان وتعني ان لا يستطيع الفرد الحصول على وجبة واحدة في اليوم ، ليتفاقم الامر ويصل إلى المرحلة الخامسة وهي المجاعة او الكارثة والتي يعاني منها ٥٠٪؜ من اهالي غزة اي اكثر من مليون فلسطيني لا يحصلون على وجبة واحدة كل عدة ايام ، وكانت الأمم المتحدة عدة مرات على وشك إعلان المجاعة الكاملة في القطاع حيث تتوفر كل الشروط لإعلانها كموت طفلين دون سن الخامسة من كل عشرة الاف طفل وان تزيد نسبة من يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد عن ٣٠٪؜ ، ولكن قبيل الإعلان كانت تتدخل السياسة فوراً كإنشاء الميناء او فتح معبر بري او زيادة أعداد الشاحنات المدخلة لأيام قليلة ثم يعود الوضع إلى اسوء مما كان عليه وهذا كله حتى يبعد إعلان المجاعة.

اما عن الأطفال على وجه الخصوص الذين يبلغ عددهم في القطاع ٣٣٥ الف طفل قتل منهم اكثر من ١٥ الف ، ٣ الاف طفل منهم دون الخامسة معرضون اليوم للموت جوعاً هذا في جنوب القطاع اما في شماله كل طفل من بين ٣ اطفال دون سن الثانية معرض لهذا المصير ، هذا الخطر الناجم عن عدة اسباب اهمها نقص الغذاء وسوء الرعاية الصحية وغياب التلقيحات الضرورية ، هذا الوضع الذي لم يلقى من المجتمع الدولي الاستجابة الكافية وهنا لا اتحدث عن التمويل فقط بل اتحدث عن اجبار الكيان عى تذليل العقبات أمام المساعدات الإنسانية المستعجلة.

الأردن منذ اليوم الأول للحرب قاد جهوداً دبلوماسية جبارة للتخفيف من تبعات الحرب على الفلسطينيين من سكان غزة ، ولم تكتفي المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله بالجهود الدبلوماسية بل قام سلاح الجو الملكي بما يزيد عن ١٠٠ انزال جوي منفرد واكثر من ٢٦٠ انزالاً بمشاركة بالتعاون مع دول اخرى بالاضافة إلى مئات الشاحنة التي دخلت براً ، الجهود الاردنية استمرت حيث عقد بالبحر الميت قبل أيام قليلة مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة بغزة برئاسة مشتركة بين الأردن ومصر والأمم المتحدة وجاء البيان الختامي ليؤكد على ضرورة وقف التجويع الممنهج في غزة وزيادة الضغوط الدولية لتذليل العقبات لإدخال المساعدات الغذائية المستعجلة لإنقاذ حياة مئات آلاف من البشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى