الراعي يكتب.. ثقة وحكمة الأمير الأردني الشاب

التاج الإخباري – بقلم د. أشرف الراعي –
بدت لافتة المقابلة الصحافية التي تحدث خلالها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مع قناة العربية بمناسبة “اليوبيل الفضي” لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية؛ ففي هذه المقابلة، الأولى من نوعها، تناول سمو الأمير عدة مواضيع، بما في ذلك التحديات التي تواجه الأردن خلال السنوات الماضية، وتطلعاته للمستقبل، ودور الأردن في المشهد الإقليمي والدولي، والتي ربما تشكل رؤية لمستقبل الأردن الواثق الطموح القادر على تخطي العديد من الأزمات ابتداءً من الإيمان المطلق من لدن سموه بدور الشباب، وليس انتهاءً بالرؤية الواضحة لوطن مستقر مؤمن بما لديه من قدرات وإمكانات.
كانت النقاط البارزة في المقابلة كثيرة، لكن ما كان لافتًا ربما تأكيد سموه على قدرة الأردن على تجاوز التحديات بفضل وعي الشعب الأردني، وقوة المؤسسات، وتوجيهات القيادة الرشيدة، فضلاً التأكيد على أهمية الاستقرار السياسي والاقتصادي في تحقيق التنمية والازدهار، والعلاقات الدولية التي رسخها جلالة الملك عبدالله الثاني، مع استحضار الإرث الكبير للأب الباني الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه؛ حيث ألقى سموه الضوء على العلاقات الدولية للأردن، وكيفية تعامله مع التحديات الإقليمية والدولية، مع التأكيد على الحكمة والاعتدال في التعامل مع الأزمات الدولية مثل الحرب في العراق والأحداث الجارية في قطاع غزة اليوم.
إن ما يبرز في المقابلة تسليط سموه الضوء أيضًا على الجوانب الشخصية واهتمامات سموه وهوايته ورؤيته لتعزيز السياحة والاهتمام بالبيئة ما يبرز الروح الإنسانية والاهتمام بالقضايا الاجتماعية التي امتاز بها الهاشميون، إلى جانب الحفاظ على الأردن حصنًا منيعًا قادرًا على التصدي لأي تحديات؛ لتظهر المقابلة تصورًا إيجابيًا لدور الأمير الحسين كقائد ومسؤول، وتسليط الضوء على تحديات الحاضر، وتطلعات المستقبل للأردن، مع دراية عالية بالأحداث والتحديات التي تواجه الأردن والمنطقة.
وليس هذا فحسب، بل تجلى في المقابلة التزام سمو الأمير بقيم الاعتدال والحكمة في التعامل مع القضايا الدولية، مثل موقفه من الحرب في العراق والأحداث في غزة، وكانت إشارته إلى ضرورة العمل الدبلوماسي والسياسي المستمر لحماية مصالح الأردن موقفًا قيمًا ومسؤولًا، مع رؤية شاملة لتطوير الأردن بما يشمل الاقتصاد والسياسة والبيئة والثقافة، نحو مستقبل مزدهر، من أجل أردن قوي قادر على دعم الأشقاء في فلسطين، بشكل مؤثر وملموس وهو التزام أردني، مع قلق إزاء التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومحاولاتها لجر المنطقة إلى حرب إقليمية.
لا بل، أبرز سمو الأمير الحسين استمرارية العدوان الإسرائيلي وتصاعد الأوضاع الصعبة في فلسطين، مع التأكيد على أهمية استمرار الجهود لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أكد على ضرورة تحقيق السلام من خلال تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال، وليس من خلال عمليات التطبيع التي لا تحقق السلام الحقيقي، وهي قضايا حساسة وبارزة ومهمة للأردن، كما تناول سمو الأمير الحسين بصورة لافتة القضايا الأمنية المهمة التي تتعلق بتهريب المخدرات والأسلحة عبر الحدود مع سوريا، لكنه أكد في ذات الوقت حزم الأردن في التصدي لهذه التحديات وحماية سيادته وأمنه الوطني.
لقد أظهرت مقابلة سمو الأمير الحسين في المقابلة التلفزيونية إلماماً عميقاً من لدن سموه بالقضايا الدولية والإقليمية، وتصوّراً ثاقباً للتحديات التي تواجه الأردن، سواء كانت سياسية، اقتصادية، أمنية، أو اجتماعية، كما تجلى التزامه بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى التأكيد على الحاجة إلى دور فعّال للأردن في الجهود الدولية لحل الصراعات وتحقيق السلام والأمن في المنطقة، كما أعطى إجابات توضح النهج الأردني تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز المستمر على “أهمية حماية أمن الأردن وسيادته، وأن الأردن يسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”، وهي رسائل مهمة للداخل وللخارج.
المستمع إلى المقابلة يرى بأنها، تميزت بالتركيز على العديد من جوانب من الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية في الأردن، وقد أظهر سمو ولي العهد رؤية شاملة ومتفائلة تجاه تلك الجوانب، كما أبدى اهتمامًا بالتحديات التي تواجه البلاد وضرورة التعاطي معها بشكل بناء وفعّال، وهو ما يرتبط كذلك بأهمية التماسك الاجتماعي في الأردن ودوره في تحقيق الاستقرار والتنمية، والتأكيد على أن الهوية الوطنية الأردنية تجسّد التنوع الثقافي والاجتماعي للمجتمع الأردني… هذا المجتمع الذي يحتاج إلى تطوير في اقتصاده، والذي قدم له سمو ولي العهد نظرة إيجابية في هذا المجال عبر تعزيز القدرات الاقتصادية وخلق فرص العمل للشباب، من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الاستثمار.
المقابلة مهمة وتأتي في وقت ضروري وحساس، لتعكس أهمية التفاؤل والتطلع إلى المستقبل الذي يتحلى به سمو ولي العهد، وتظهر التزامه بتعزيز التنمية وتحقيق الاستقرار في البلاد، واهتمامه بمستقبل الشباب ودعم التعليم المهني والتقني بسبب التحديات الباطنة في سوق العمل والفرص الكبيرة المتاحة في هذا المجال وأهمية تطوير مهارات الطلاب وتمكينهم من دخول سوق العمل بنجاح، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويسهم في تطور البلاد، مع الإشارة إلى دور أجيال المستقبل… حمى الله أردن.