مقالات

حداد يكتب.. الاحتفال بمرور 49 عاما على اتفاقية الاسلحة البيولوجية

التاج الإخباري – بقلم حازم اسكندر حداد

نحتفل بهذا الأسبوع بالذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس اتفاقية الأسلحة البيولوجية هي الاتفاقية الدولية الوحيدة صادرة من الامم المتحدة لنزع السلاح التي تحظر بشكل كامل وكامل فئات انواع الأسلحة الماضية و الحالية و المستقبلية.

عندما أنظر إلى الاتفاقية، أشعر أنها ليست مجرد معاهدة ولكنها إعلان جريء وملموس لإنسانيتنا الجماعية وقدرتنا على الصمود ومسؤوليتنا الأخلاقية، إن الأمر لا يتعلق فقط بحظر الأسلحة. إنها اعتراف على ما يمكننا كمجتمع عالمي تحقيقه عندما نقف معا مدفوعين بالإيمان بعالم أكثر أمانا وسلاما.

إن وجود اتفاقية الأسلحة البيولوجية يذكرني بأنه في خضم التوترات الجيوسياسية والمصالح المتنافسة، لا تزال الإنسانية قادرة على إظهار التعاطف والتعاون والسعي لتحقيق السلام.


إن نزع السلاح وعدم الانتشار مهمان لمستقبل سلمي لوجودنا ذاته في لحظة محفوفة بالمخاطر، تتميز بارتفاع مستويات الإنفاق العسكري وتفاقم التوترات الجيوسياسية وتزايد الصراعات العنيفة في جميع أنحاء العالم و حتى داخل الوطن الواحد . فعلى رؤوساء العالم أن يستثمروا في السلام من خلال تعزيز الأنظمة و السبل التي تمنع انتشار واستخدام الأسلحة الفتاكة، ومن خلال تطوير حلول نزع السلاح بما يحمي مصالح دول العالم اجمع بقرار عالمي موحد متناغم مع سياسة نقدية عالمية تراعي المساواة العادلة لحماية حقوق التدفق النقدي لدول العالم و شعوبها.

وعدم تاثر المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية و الزراعة والاتفاقية الدولية لحماية النبات و المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ببرامج الممولين لها باتخاذ استراتجيات و معاهدات و توصيات لاقناع ممثلي الكرسي الدبلوماسي بقبولها وعلى الارجح قد تفضي بتزايد الصراعات العالمية لان بعض بنودها تجاهلت بنود اتفاقية الاسلحة البيولوجية.

إن التطورات الرائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية والطب و مستودعات البيانات ان كانت بشرية او حيوانية او نباتية او وبائية يجب حمايتها وعدم اطلاع اي من شركاء الجهات الدولية او المحلية عليها والذكاء الاصطناعي و المواطنة الصحية الرقمية ليست وسيلة للتدمير، بل هي أدوات للشفاء و للعدالة والمساواة، ورفع مستوى الصحة العالمية وإقامة مجتمعات أقوى وأكثر مرونة و حماية البيئة.

السلاح له اوجه متعددة الان وبائي و نباتي و حيواني و نقدي فان الشيطان يكمن في تفاصيله وعليه فان التوعية بصوت واحد مسموع وواضح لوقف الجنون يتمثل بنزع السلاح الآن وعدم دعمه وفهم عميق لاتفاقيات المنظمات الدولية المنبثقة من الامم المتحدة وبشكل حذر جدا جدا ومعرفة مفهوم الامن الغذائي و الدوائي بسياقة الصحيح الذي يخدم مصالح الدول العليا وشعوبها وليس التطبيق الخاطئ لهما مما يجعل الدول فريسة لعدة جهات خارجية دولية او غير دولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى