مقالات

الراعي يكتب.. “العودة إلى رؤى الملك”

التاج الإخباري – بقلم د.أشرف الراعي

في لقائه مع رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، وعدد من المعنيين، أكد جلالة الملك عبد الله الثاني على “أهمية الشفافية والعدالة والكفاءة في آلية التعيين في القطاع العام”. وهي واحدة من الرؤى الملكية في ضرورة تحديث القطاع العام، وتعزيز دوره المسؤول لتقديم خدمات نوعية تليق بالمواطن الأردني.

هذه الرؤى تكرست أيضاً فيما نصت عليه الأوراق النقاشية لجلالة الملك، والتي أكدت أهمية الالتزام بـ “سيادة القانون”، وأهمية بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية، والتمكين الديموقراطي والمواطنة الفاعلة وغيرها من السياسات التي تصب جميعها في إطار واحد.الحكومات على الأغلب لم تلتقط الرسائل الملكية.

وكانت دوماً تعجز عن الوصول إلى الطموح الملكي. لهذا جاء التركيز من قبل حكومة د. بشر الخصاونة في أن تضع أجندة محددة للتحول نحو قطاع عام مسؤول وشفاف يراعي العدالة والشفافية في التعيينات.

وهو الأمر الذي بدأ بإنشاء هيئة الخدمة المدنية، الذي أعتقد بأنها ستكون أمام تحدي الواسطة والمحسوبية، والتي ما إن تغلبت عليها فإنها ستكون قد نجحت في مهمتها التي أنشأت من أجلها بالتعاون مع العديد من الوزرات والمؤسسات الراغبة بالتوظيف.لا بديل عن سيادة القانون.

وهو ما أكده جلالة الملك عبد الله الثاني في أوراقه النقاشية.

وما يجب أن تهتدي به الحكومات وتسير عليه؛ فالأوراق النقاشية تمثل نهجاً يمكن للحكومات مواصلة البناء من خلالها على ما أنجز من دون أن تقوم كل حكومة آتية بهدم ما سبق والعودة مجدداً إلى نقطة الصفر.

“سيادة القانون” بغض النظر عن الخلفيات العائلية، والاجتماعية، والمالية، وغيرها. “سيادة القانون” في التعيينات بناء على معايير الكفاءة المعيارية القائمة على ضوابط محددة.يتطلع جلالة الملك إلى أردن قوي يقدم لأبنائه خير تعليم ويؤهلهم لأن يواجهوا تحديات الحياة..

وفي ذلك يقول جلالته تحت عنوان (الاستثمار في مستقبل أبنائنا عماد نهضتنا) ضمن الورقة النقاشية السابعة.. “وإننا على ذلك لقادرون، فها هي ذي ثروتنا البشرية، أغلى ما يمتلك الأردن من ثروات، قادرة، إذا هي نالت التعليم الحديث الوافي، على صنع التغيير المنشود، وليس أمامنا إلا أن نستثمر في هذه الثروة بكل قوة ومسؤولية، فلا استثمار يدر من العوائد كما يدر الاستثمار في التعليم”.

يستحق كل أردني الفرصة المناسبة ليتعلم ويبدع؛ وجلالته يؤمن كل الإيمان بأن كل أردني يستحق الفرصة التي تمكنّه من أن يتعلم ويبدع، وأن ينجح ويتفوق ويبلغ أسمى المراتب، بإيمان وإقدام واتزان، لا يرى للمعرفة حدا، ولا للعطاء نهاية، منفتحا على كل الثقافات، يأْخذ منها ويدع؛ الحكمة ضالته، والحقيقة مبتغاه، يطمح دوما إلى التميز والإنجاز، ويرنو أبدا إلى العلياء.

ولأن جلالته حريص على تكاتف كل المؤسسات ويعرف التحديات التي تواجهها يلقي العبء بشكل مشترك على الجميع؛ فلا شيء من ذلك سيتحقق ما لم تتكاتف جهود الجميع، شعبا وحكومة ومؤسسات خاصة وعامة، لتوفير البيئة الحاضنة، وتأمين الاحتياجات الضرورية من أجل بناء قدراتنا البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجعة، تؤتي أُكُلها كل حين بجهد أبناء وبنات هذا الوطن، على اختلاف مشاربهم ومسالكهم في الحياة.

على الحكومة اليوم مسؤولية كبيرة لا تنتهي برحيلها من الدوار الرابع وإنما يجب أن تواصلها الحكومات اللاحقة في تعزيز مبدأ سيادة القانون ونبذ الواسطة والمحسوبية والاهتمام بالكفاءات وتعزيز جودة التعليم والتحول نحو التعليم عن بعد بكفاءة وبما يحقق النتائج المرجوة، وتطوير قدرات ومهارات أبناءنا، والارتقاء بمستوى التدريب والتأهيل واستقطاب الخبرات العلمية من الخارج والارتقاء عموماً بجودة الحياة، وفقاً لمعايير استراتيجية عالية المستوى تمكن من الوصول إلى رؤى جلالة الملك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى