مقالات

القرعان يكتب: معركة الكرامة طوفان الاردن الصادق


التاج الإخباري – بقلم احمد خليل القرعان

في الذكرى السادسة والخمسين لمعركة الكرامة، أكرر كما عادتي كل عام بانها معركة أردنية خالصة، لا علاقة للفدائيين بها لا قريب ولا من بعيد ، وأطلقت عليها معركة تحرير الاردن ، لأنها كانت المقدمة لتحرير الاردن من عبث الفدائيين ،المدعومين سراً من الجيش الإسرائيلى.
نعم فالهدف الظاهر للمعركة كان ملاحقة الجيش الإسرائيلي داخل الأرض الأردنية للقضاء على الفدائيين ،ولكن الحقيقة الدامغة تكمن في أن الجيش الإسرائيلي أراد أن يدخل الأرض الأردنية لهزيمة الجيش الأردني وإضعافه ، حتى يترك المجال للفدائيين لاحتلال مرتفعات السلط قبل تطويق عمان لاحتلالها وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية.
فهذه هي الحقيقة التي تغاضى عن ذكرها العديد من المؤرخين وتؤكدها مجريات الأحداث بعد معركة الكرامة بسنة واحدة، حين بدأ الفدائيين بالاحتكاك بالجيش الأردني، وقتلهم حتى استحكموا في عمان ورفعوا شعار (عمان هانوي العرب) ، قبل أن يتمكن الجيش الأردني من مسحهم عن خريطة الشرف بايلول عام ١٩٧٠.
فالفدائيين لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بأحداث ومجريات المعركة لأن سلاحهم هو المسدسات والكلاشينكوف ومعركة الكرامة من دقيقتها الأولى وحتى نهايتها كانت معركة دبابات وطائرات، وهذه هي الحقيقة المرة التي لا يريد البعض سماعها .
فشهود العيان من جنود وضباط لواء عالية وسلاح المدفعية يشهدون بان تواجد الفدائيين بأرض المعركة لم يتجاوز ال (١٥ دقيقة ) فقط ثم هربوا نحو جبال الكرامة للاختباء ،وبعد انتهاء المعركة نزلوا من الجبال أمام الناس بحركات استعراضية بإطلاق النار بالهواء فرحاً ،فظن الناس بأنهم كانوا بأرض المعركة.
فالحقيقة الدامغة أعلاه تؤكدها شهادات الابطال:-
١-اللواء المتقاعد محمد رسول العمايرة قائد فصيل كتيبة الدبابات الثالثة.
٢-اللواء كاسب صفوق الجازي قائد لواء الاميرة عالية الذي أكد للتاريخ بأنه طلب من قائد الفدائيين ابو صبري خوض معركة بالسلاح الأبيض مع الجيش الإسرائيلي في بداية المعركة فرفض وانسحب مع جماعته لمرتفعات الكرامة.
٣-العميد الركن المتقاعد محمد صالح الصلاحات قائد مدفعية الجيش في معركة الكرامة.
٤- العقيد الركن محمد عواد المومني قائد مدفعية معركة الكرامة الخالدة،.
٥-الرائد ارشيد فلاح السردية قائد كتيبة محمد الخامس للواء عالية .
٦-النقيب نواف العدوان قائد السرية الثالثة من كتيبة الدبابات الثالثة.
٧-الملازم محمد هويمل الزبن الذي احترقت به الدبابة، فاستلم القيادة اثناء الهجوم الرقيب محمد حنيان العون.
واتمنى ممن لا زال على قيد الحياة من اشاوس جيشنا، أو ممن كان أبيه شاهدا على تلك الحقائق أن يدلي بدلوه للتاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى