مقالات

المجالي يكتب.. يوبيل ماسي للأردن ويوبيل فضي لعبد الله

التاج الإخباري – بقلم نضال المجالي

في الحُكم والقيادة السنوات لا تقاس بالرقم، بل تقرأ تاريخا لمحطات الإنجاز وامتداد الأثر، السنوات منهم من يكتبها ذكرى، وهناك من يربط خيوطها عزة وامتدادا لإرث ورسالة وعبرة، وفي الأردن نعيش امتداد الإرث والحكم الملكي الهاشمي منذ عهد الملك عبد الله الأول المؤسس والذي هو يوبيل ماسي للأردن، إلى عهد الملك طلال واضع الدستور المرجعية والمسيرة، لعهد الحسين الباني- رحمه الله- ومعزز نهضة انطلاقة الأردن، لنعيش هذه الأيام يوبيلا فضيا لسيرة ومسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صانع الحداثة والابتكار ورابط عبق الماضي بمستقبل الأردن المشرق، لمملكة تجاوزت المائة عام أردنيا وألفي عام في العالم من معالم ومحطات منها تاريخية وأثرية باقية في الأثر، ومنها مؤلفات وخطابات نقلت الحكمة والرمزية، وجزء منها مؤسسات جمعت العمل، ومنها وثائق كانت شاهدة على العصر، وفيها اتفاقيات نظمت الوصل والعلاقة، وصورا ومشاهد لمراسم وبروتوكولات نُقشت في أذهان البشر.

ما نقرأه في الدولة الأردنية اليوم هو مخزون هذا الإنجاز والتراث غير المنقطع، والذي استطاعت الأردن بقيادتها الحكيمة ونخبة من أبناء الوطن جمعه ونقله في كل مرحلة من مراحل الدولة والحكم الهاشمي، نسجله في قطاعات الدولة وأركانها، نعيشه ونبني عليه فكرا وعملا واستمرارا لا يتوقف، نصنع منه الأجمل وننشر منه الأبهى، ونرسمه في عقول وأذهان وسلوك أبناء الوطن، نستقي منه خطط النجاح، ونبني منه مشاريع الرفاه، ونقرأ فيه الرؤية الأوضح للأردن الحديث المتماسك بأركانه، أرضا وقيادة ومؤسسات وشعبا.

باقة هي الأجمل بما جمعته سنوات الوطن لتقدمه هدية لأبنائه من ملوك الأردن، باقة ضمت أزهار التنمية والسياسة والثقافة والاجتماع والوعي الديني وأهدتنا فوقه القوة والمنعة بالعسكر، باقة من ورود العطاء شكلت مئوية الأردن وانطلقت لمئوية ثانية بعزيمة وأفق أكبر، نشرت عطرها في كل زاوية ليكون الأردن هو الأجمل، ويكون القائد أنموذجا ورمز الهيبة والمكانة الأول، باقة أزهار لها عطر المكان وفيها أيضا من المكانة كما في قول الشاعر “في حجم بعض الورد إلا أنه.. لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا”، باقة الوطن من أرسى غراس ورودها قادته من ملوك أشراف، وقف خلفهم أردنيون سجلوا أنفسهم في صفحات الفخر ملؤهم القوة والمنعة، ويحمل نتاجها أبناؤه ممن يعيشون على أرضه أو يحملونه في غربتهم، تعيش فينا ونستمر في استنشاق عبق عطرها طوال الزمان.

خمسة وعشرون عاما منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية عشنا فيها حقيقة الرؤية الملكية في الأردن الحديث، منها تأسيس العقبة الخاصة الحلم الاقتصادي، وتأسيس المركز الوطني لحقوق الإنسان الحارس الإنساني، وإجراء التعديلات الدستورية المطلب الكبير، وإعلان تولي الأمير الحسين بن عبد الله وليا للعهد ليكون المستقبل المنير، وإنشاء المحكمة الدستورية، وإنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب ضمانا للمسيرة الرقابية، وصدور الأوراق النقاشية وبما جمعته من منهج يستوجب دائما العودة لها ومتابعتها وإنفاذ محتواها، عشنا تعزيز حماية المقدسات والموقف المشرف الثابت من القضية الفلسطينية، شهدنا إطلاق الإستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية، وتغنينا بعودة الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية، وتستمر المسيرة والرؤية حتى اليوم بمنهجية وبرنامج مكتمل بإطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، وستبقى سنوات الإنجاز هي ما نسجلها في عمر القائد والوطن، فحمى الله القائد ورعى الله الوطن وشد من عزيمة أبنائه وأعلى شأن ومكانة الأردن في كل مكان ومناسبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى