مقالات

حقبة منسية من عقود ضائعه

التاج الاخباري- كتب- خليل النظامي- تعصف بي رياح العزلة احيانا، وأصاب بهستيرية بيزنطية تعيدني لقوقعتي العتيقة، يتخللها رائحة شغف تجبرني على الغوص في اعماق عقود مضت,,,

عقود جامدة،، الحياة فيها جافة،، صلابة من نوع اخر،، معاناة لفرج منشود،، وكأنها عقود أمضيتها برفقة قابيل وهابيل،، ليس فيها سوى الدم واللحم المتطاير،، سيادتها في كلمة،، ومخالفتها جحيم،، هروب من كل شيء،، هروب من النفس،، ومن الجسد،، مفارقة كل شهوات الدنيا،، قتل المشاعر بسيف الرجولة،، كانت عقود مهلكة،، مسكنها الهوامش،، لا عنوان لرحلة السفر فيها،،

ما زلت اذكر كل شعور كان ينتابني، في البرد القارس،، في الليل المعتم،، في الشمس الحارقة،، في رائحة السلاح المزعجة،، وفي حكحكة رصاصات الموت المؤقت،، في كل عظمة كسرت،، في كل حرقة على رفاقي،، في بساطة العشاء،، وسوء رائحة الغداء،، وجمال رائحة الافطار،، في تلك القهوة العتيقة المتعفنه،، كطائر الغراب كنت،،

لا انذر الا بسوء قادم،، مزعج تارة وقاسي جدا اخرى،، عقل متحجر،، وقلب مدفون في اعماق الارض،، كصلابة سنديانة شامخ،، كقلعة مهجورة لم يتبقى منها سوى احجار معتقة برائحة الهزائم،، كانت الايام تمرّ امامي ترسم الشهور لتشكل سنوات، وسنوات تلي السنوات وجسد يتلاشى،، وعقل يتطاير شيئا فشيئا،، وموت مرسوم ببصيرتي في نهاية المطاف،،

سرد ركيك لوصف رحلة هروب اخذت من العمر سنوات وسنوات واغلق ملفها ووضع في الارشيف بإنتظار النهاية لاكتشاف وصية النشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى