مقالات

العواملة تكتب.. رحيل في يوم حزين

التاج الإخباري – بقلم بسمة العواملة – رحل الشيخ سمو الأمير نواف الأحمد الصباح ، الأمير الذي أحبَ بلده و شعبه فبادلوه حباً بحب ، الأمير الذي أُشتهر بالزهد وعُرف عنه التواضع الجم و الأكثر إنسانية و تسامح ، القائد الذي ترجم هذا التسامح بعدة مراسيم عفو و التي كانت تمثل الوجه البارز لفترة توليه الحكم

قائد ممن قال فيهم رسول الله {سبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، إِمامٌ عَادِلٌ ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبادَةِ اللهِ ، ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمسجدِ …}

أجل فلقد كنت إماماً و قائد اً عادل ، نشأت في رحاب الإيمان بعمق معناه حتى تعلق قلبك بكتاب الله الذي كنت تتلوه في المساجد جنباً الى جنب مع ابناء شعبك بكل تواضع و قمة في العطاء
لله درك من قائد وهب جُلَ حياته لبلده و شعبه .

نرثيك لأنك كنت قائداً استثنائياً بكل المقاييس ، نرثيك لاننا احببناك قائداً عروبياً ظل حتى آخر أيامه وفياً لقضايا أمته ، تاركاً وراءه إرثاً من محبة شعبه و احترام و تقدير شعوب و قادة
كُثر .


رحل أمير الإنسانية في احلك الظروف التي تمر بها أمتنا العربية التي اتعبتها و انهكتها الحروب ، رحل من أرسى
أولويات وثوابت كويتية جوهرية تجاه القضية الفلسطينية.


فاعلن رفضه للانتهاكات التي يمارسها الاحتلال والعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني ، و ابدى في كل المناسبات عدم القبول بازدواجية المعايير التي تُمارس من قبل المجتمع الدولي معلناً و مجدداً للنداء بضرورة تغليب العقل و الحكمة و الوقف الفوري للعمليات العسكرية و توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل ، و دأب على مواصلة تقديم و توفير المساعدات الإغاثية العاجلة للأهل في فلسطين و قطاع غزة.


محذراً من النهج الذي تسلكه إسرائيل في إتباع سياسة التهجير القسري، مؤكداً و بشكل حازم على السعي باتجاه الحل العادل وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية.


لدعم الشعب الفلسطيني لنيل كافة حقوقه المشروعة.
و إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها “القدس الشرقية”.

لا يسعفني قلمي لاستذكار مناقبك و عظيم صفاتك ، و لكنه يوم حزين ، فلا نكاد نلتقط أنفاسنا و نحن نتابع مشاهد الألم و الفقد للأهل في غزة ، حتى يأتينا خبر رحيل قائد عظيم تميز حكمه الرشيد بالحكمة و الإتزان ، قائد حمل هموم أمته العربيه كما هموم شعبه في قلبه و وجدانه .

و لا اجد كلمات تعبر عما يجول في خاطري من مشاعر لأرثيك بها، في ظل الظروف التي نعيشها على امتداد الوطن العربي المثقل بالأحزان و القهر اكثر و أبلغ من أبيات الشعر التي قالها المتنبي
” أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ …… إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ “
أي بمعن.


لقد أحاط بي ألم لم أعرفه من قبل إن جاء وقت شفائه من الله فقد آن ذلك له.
رحمك الله أيها الأمير الشيخ الجليل ، نعزي انفسنا و نعزي الأشقاء في دولة الكويت برحيل أميرهم الشيخ نواف الأحمد الصباح.


و نقول قلوبنا معكم ورحم الله فقيدكم الكبير .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى