ملوالعين يكتب.. الأردن اولًا.. الاقتصاد الأردني اولًا.. من أجل فلسطين

التاج الإخباري – بقلم: نضال ملوالعين
اكبر مسافة بين العقل و القلب بالتفكير الصحيح و المنطقي عليك تحيد المشاعر و العاطفة لتخرج بتفكير سليم وباهداف الاضراب و المقاطعة، فإن السياسة و الاقتصاد لا تحكمها المشاعر و يجب أن لا تؤثر فيها و دعوات المقاطعة أو الاضراب، فالاضراب وسيلة للضغط على الحكومة لاتخاذ موقف تجاه قضية معينة يؤيدها الشعب و ترفضها الحكومة الا ان الموقف الرسمي الأردني لا يحتاج إلى اضراب كونه موقف مشرف و واضح .
و يعتبر وزير الخارجية الأردني يقوم بدور الدبلوماسية من أجل غزة و إيقاف النار و الدعم الأردني واضح على كافة المستويات و الأردن يدفع ثمن موقفه .
ويزيد ذلك ” شل الحركة الاقتصادية ” و هذا ما تم إعلانه من أهداف الاضراب !!!! و ما يحدث بالأسواق غير منطقي
صيدليات مغلقة للاضراب و توقف الدواء، السوبر ماركت مغلقة للاضراب و تحول الناس لمحلات البقالة المتوسطة و الصغيرة، استغرب من وكالات السيارات ؟؟؟!!!!! و عندما يتسأل الشخص من هو وراء هذا الاضراب أو المقاطعة ؟؟؟!!! و الذي سار به الكثيرين من مشاعرهم النبيلة دون التفكير باثاره الاقتصادية التي ستنعكس على المجتمع و الفقراء و صغار العمال و الموظفين … و عندما نحدثهم يستخدمو مصطلحات غريبة و أحيانا التخوين و التشكيك … و هم انطلقوا خلف هاشتاغ مجهول المصدر و الهوية و بدل ذلك المفروض العمل على تطوير و زيادة العمل و الإنتاج فالاقتصاد الأردني القوي و المستقر هو السند الحقيقي لفلسطين …. ابعد مسافة بالعالم هي المسافة بين العقل و القلب… اي بين المشاعر و التفكير المنطقي. ….
و ما يقلقني انه لم يعلن من تبنى هذه الحركة الداعية للاضراب !!!!! ؟؟ …و لن أجد دراسة حقيقية تفيد في الهدف من الاضراب ..!!!!
و اذا اعتبرنا الاضراب اليوم كأنه يوم اجازة …. ما اخشاه بالايام القادمة الدعوة لتكراره لعدة ايام او العصيان المدني و الذي سيكون إعادة لظروف كورونا التي كان بها الاغلاق التام لم يتجاوز 3 ايام و ما زالت لليوم اثاره علينا .
ان الاقتصاد الأردني هو اقتصاد متواضع و بحمدالله انه ثابت … لكن برأيي انه المقاطعة أو الاضراب على أرض أردنية يهدد وظائف الكثيرين و يزيد من التحديات الاقتصادية و يزيد من الضغوط على الأردن و مواقفه السياسية الداعمة لفلسطين و يكاد يكون الأردن هو المدافع عن حقوق الفلسطينين عندما نسمع الخطابات العربية بوصف المقاومة أو احذاث تاريخ 7 أكتوبر… والتي تحرك فورها الأردن بزيارات جلالة الملك و جولاته المكوكية لتغير وجهة النظر العالمي و توضيح معنى المقاومة …و خطابات جلالة الملكة التي خاطبت الوجدان و الضمير و الشارع العام العالمي…. و جهود سمو ولي العهد بالاشراف على المساعدات الاردنية و زيارته الشخصية لكسر الحصار على غزة و أهلها و إدخال المساعدات ….
و دور الجيش العربي بالمستشفيات الميدانية و الانزالات الجوية بمهمات خطيرة و حساسة و دور الحكومة برئيس الوزاراء و خطابه الذي تجاوز البروتوكول الدبلوماسي بتوجيه تهديد مباشرة و اعلان مباشر بخصوص المياه و الطاقة و موقف الأردن الداعم لفلسطين و جولات وزير الخارجية الذي خاطب كل العالم و اثر على الرأي العالمي و القرارات في كثير من الدول و في الامم المتحدة …
فالموقف الأردني لا يحتاج إلى توضيح و تبرير فهو موقف مشرف و إرث اردني هاشمي منذ تأسيس الدولة الاردنية . .. و الوصاية الهاشمية الثابتة في حماية المقدسات الإسلامية و المسيحية للحفاظ على الهوية الفلسطينية و العربية و الإسلامية.
و لو تخيلنا المشهد في غزة دون دور الاردن و ما قدمه … سنجد اضعاف ما يحصل اليوم من اعتداءات و كانت هناك إبادة كاملة لغزة ….
و ما يدعو اليه البعض من وجهة نظره بالاضراب أو المقاطعة و بعضهم يقول اضراب عالمي و لم يقم به الا الضفة الغربية و الأردن و لبنان … و اذا حسبنا المقيمين العرب في الخارج أصحاب المحلات اذا اضربوا اساسا …. ولكن الخطر يكمن بشل الحركة الاقتصادية و التي يتم ترويجها اما لغايات الدعاية و الإعلان أو من أجل العواطف و المشاعر الكبيرة لدى الناس و تم استخدام مثل هذا النشاط لتفريغ الطاقات أو الشحنات السلبية و حالات الاحباط و اعتباره وسيلة للاعتراض أو إيقاف الحرب و دعم غزة …. ولكن للأسف الذي سيتأثر فيه المجتمع المحلي و حركة العمالة و الحركة الاقتصادية و هم نفسهم سيطالبون بالتعويض عن آثار الحرب على غزة و انهم من المتضررين من هذه الحرب و انهم يحتاجون لدعم لتعويض الاضرار … و ينسون ان الجهات المانحة و الداعمة للقطاعات الاقتصادية هي أوروبية و أمريكية…. حصلو منها على دعم و يتقدمون للحصول منه بشكل مباشر أو غير مباشر و بعضهم أعضاء إداريين فيها !!!
و نزيد على ذلك بأن لدينا صادرات أردنية تصل إلى 142 دولة. … اضافة اننا نروج الاردن بانه الاكثر امانا بالمنطقة و يدعو لاستقطاب السياحة العالمية التي زادت الغاء الحجوزات فيها ….و سيزيد حجم الالغاء نتيجة الاعلام الذي سيعكس صورة خاطئة…
و ان الدعوات تصرفات الاضراب و المقاطعة نخشى ان يكون فيها رد فعل بمقاطعة المنتجات الاردنية سواء بأسواق الخليج أو اوروبا أو أمريكا ….و ان صادراتنا سوف تقل بنسبة هائلة اذا لم تتوقف هذه الدعوات التي ستضر بالأردن و سمعته و التي ستقحم الأردن في تحديات جديدة اضافية عدا عن الاهتمام بقضية فلسطين سيعمل على الداخل الأردني و محاولة توضيح الرؤية الشعبية للجهات الأخرى … ان موضوع المقاطعة و الاضراب هو ليس لمعاقبة إسرائيل أو من يدعمها بل هي جلد الذات و الضرر بأنفسنا و اقتصادنا و لن يؤثر على رؤوس الأموال أو الأثرياء بل سيؤثر على الفئات الاقل دخلا و عمال المياومة و الأشغال البسيطة و سيزيد من نسب البطالة و الفقر في وقت ندعو للتطوير و التحديث الاقتصادي و التنمية و النمو على كافة المستويات….. و انني اعتقد ان
الخطة اكبر و أخطر مما نشاهده و أصبحت الشكوك كبيرة بالأهداف التي فيها” كلمة حق يريدون بها باطل ” …. فإذا أردنا ان نستثني نظرية المؤامرة…. و نعتبره غير موجودة و ليس هناك مؤامرات و اجندات …. علينا العمل و الإنتاج الحقيقي ..
لنعمل أكثر و ننتج أكثر و نقوي اقتصادنا لدعم الموقف الأردني الداعم لفلسطين… فالاردن القوي هو السند لفلسطين..