مقالات

الرياحنة يكتب: هل حرية التعبير تعني التعدي على الأديان؟

التاج الإخباري -موفق الرياحنة

تتواصل الادانات والتنديد في مناطق عدة من العالم العربي والإسلامي وخارجه بعد سماح الشرطة السويدية لمتطرفين بإحراق المصحف الشريف. 

وفي التفاصيل مزَّقَ رجل نسخة من المصحف الشريف وأضرم فيه النار عند مسجد ستوكهولم المركزي يوم امس الأربعاء في أول أيام عيد الأضحى وذلك بعد أن منحت الشرطة السويدية الإذن بتنظيم "الاحتجاج". وهنا اطرح تساؤلاً إذا اعتبرنا أن حرية التعبير نحظى بها نحن العرب كما تحظى بها المجتمعات الغربية هل حرية التعبير تعني التعدي على الأديان ؟!

وكثيرة هي الأحداث التي يربطها الغرب ومنظماته بالإسلام فوبيا رغم أن الإسلام وسماحته كديانة تمنع التعدي على الأديان الأخرى وقد جاء هذا التشريع واضحا وصريحا حينما أقره سيد الخلق سيدنا محمد ولا عجب فالإسلام لا يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ولا ينهى أتباعه عن العيش مع مخالفيهم في العقيدة والدين فهم جميعا عباد لله وليس من لوازم الإيمان القطيعة مع غير المسلمين

فحرية العقيدة وحق ممارسة الشعائر الدينية وهو حق مكفول بقوله تعالى (لا إكراه في الدين) و(لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا  أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) 

وما نراه اليوم من ضعف وهوان من عدم القدرة على الدفاع عن حقوق المسلمين في شتى أنحاء العالم والإكتفاء بالشجب والاستنكار والتنديد 

أمام مشهد أصبح يتكرر من حرق لكتاب الله بل وتعدى الأمر إلى أن يتم ركل المصحف الشريف بالاقدام أمام أكثر من 200 من الحضور في ستوكهولم وتحت حماية الشرطة السويدية.

مؤلم جداً أننا أصبحنا لا نستطيع التعبير أو الدفاع عن ديانتنا سوى بالكتابة .

بالوقت الذي يخرج فيه رئيس الوزراء أولف كريسترسون في مؤتمر صحفي امس الأربعاء إنه لا يعرف إلى أي مدى يمكن أن تؤثر المظاهرة -التي وافقت الشرطة عليها- على عملية انضمام بلاده إلى حلف الناتو.

ليضيف بأنه "أمر قانوني لكنه غير مناسب"، مضيفا أن المسألة متروكة للشرطة لاتخاذ القرار بشأن مظاهرات حرق المصحف.

وأردف رئيس الوزراء السويدي "أعتقد أننا نعيش في وقت ينبغي فيه للمرء أن يظل هادئا ويفكر في ما هو الأفضل لمصلحة السويد على المدى البعيد

فهذه دول لا تعترف إلا بمصالحها على المدى البعيد لأنها تعلم تماما أن من سيأتي لطلب الصفح هم العرب والمسلمين لأنهم لا يخشون من العواقب التي قد تترتب على السياسية الخارجية ما دام الأمر لا يذهب إلا لشسع نعل كعب استنكار وشحب وتنديد لا يسمن ولا يغني من جوع

فكم نحتاج اليوم إلى معتصم يرد للإسلام  والمسلمين كرامتهم المهدورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى