مقالات

مأزق الاحتلال…مأزق “السلطة” و”السور الواقعي2″

التاج الإخباري – بقلم رجا طلب

منذ بداية هذا العام ومع تصاعد اعمال المقاومة العسكرية وبالتحديد شمالي الضفة الغربية في جنين ومخيمها، عاد مصطلح «السور الواقي 2» إلى التداول كواحد من خيارات الاحتلال لمواجهة المقاومة الفلسطينية، وللتذكير فان ارييل شارون وبعد الانتفاضة الثانية التى تفجرت على وقع فشل اتفاقيات كامب ديفيد الفلسطينية عام 2000 واستمرت حتى 2002 واخذت طابعا جماهيريا بالاضافة للعمل العسكري، قرر شارون القيام بعملية عسكرية واسعة لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة وتدمير السلطة الفلسطينية.

من اخطر نتائج تلك العملية حصار ياسر عرفات في غرفة صغيرة بالمقاطعة على مدى عامين واتمام الخلاص منه بالسم عملا بتوصيات بوش الابن الذي كان يتهم «ابو عمار» بانه عقبة امام السلام، ويطالب ببديل له يكون مستعدا للتعاون مع «اسرائيل» لصنع السلام.

اليوم وبعد واحد وعشرين عاما يواجه نتنياهو وضعا مماثلا الى حد ما لما واجهه «الجرافة ارييل شارون»، مع تغير نوعي في التحديات الامنية ومن ابرزها اليوم وجود مقاومة منظمة في الضفة الغربية، واخرى اكثر قوة في غزة كما انه يواجه وضعا سياسيا داخليا غير مسبوق يتمثل بصراع داخلي خطير بين اليمين المتطرف المتحالف معه وبين عموم «الاسرائيليين» الرافضين لمبدا استقواء الدين على الحريات والقانون والذي اخذ عنوان (التعديلات القانونية وصلاحيات المحكمة العليا والكنيست) والتى يرغب اليمين من ورائها الغاء صلاحية اعتراض المحكمة العليا?الاسرائيلية «المحكمة الدستورية المفترضة لدي الاحتلال» على قرارات الكنيست ومن ابرز تلك القرارات، تحصين رئيس الحكومة والمقصود هنا نتنياهو والذي تلاحقة تهما بالفساد والرشوة واستغلال السلطة.

كيف يفكر نتنياهو حيال هذا الوضع المأزوم والمعقد؟

يتجه تفكير نتنياهو نحو الحفاظ على الاولويات التالية:

• الحفاظ على تماسك الائتلاف لأنه طوق النجاة من أجل إنجاز مشروع الانقلاب على النظام القضائي.

• دعم سياسات هذا الائتلاف باتجاه مزيد من سياسات الاستيطان في الضفة ودعم توحش وهمجية المستوطنيين وهو بذلك يعمل على فرض معادلة جديدة يبدو انها استهوت بن غافير وسموتيرش «واوريت ستروك» وزيرة ما يسمى «بالمهمات القومية»، وقوام هذه السياسية ايجاد معادلة ردع للمقاومة الفلسطينية باتجاهين، الاول المزيد من قضم الارض اما الاتجاه الثاني فهو اطلاق يد المستوطنيين بالعمل على تخريب الحياة اليومية للفلسطنيين في عموم القرى والبلدات الفلسطينية والمدن الصغيرة كنوع من الرد على المقاومة الفلسطينية المسلحة ودفعهم لمغادرة بيوتهم و?رك اراضيهم حسبما يعتقدون.

• تكثيف جهوده على المستوى السياسي والاعلامي عالميا لاتهام ايران بانها تقف وراء ما يجرى من مقاومة، وذلك لربط المقاومة الفلسطينية بايران والتركيز على قصة ايران النووية وابتزاز ادارة بايدن بهذا الملف.

الواقع الحالي يؤكد الآتي:

اولا: ان المقاومة الفلسطينية المسلحة مستمرة، وما يزيد الامر تعقيدا ان هذه المقاومة لا يوجد لها قيادة واضحة المعالم يمكن التفاوض او الحوار معها وبالتالي صعوبة السيطرة على قراراتها.

ثانيا: يدفع اليمين الاسرائيلي وبقوة الى استخدام عملية «السور الواقي» والتى اسماها رقم 2، والتى اشرت اليها في مقدمة المقال كحل لمأزقه فيما ترى المؤسسة العسكرية ان مثل هذه العملية قد يكون لها ارتدادات خطيرة على امن الاحتلال.

ثالثا: باتت السلطة الفلسطينية في ظل هذا الوضع عاجزة تماما عن القيام باي فعل، وثبت بذلك مأزقها وعجزها عن القيام بدورها حتى في «مسالة التنسيق الامني».

رابعا: خلال الاشهر القليلة الماضية اخذت المؤسسة الامنية والعسكرية للاحتلال تاخذ وبجدية بالغة مسالة غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس واثر ذلك على مستقبل السلطة الفلسطينية وبخاصة بالبعد المتعلق بالتنسيق الامني وجدواه، واخذت تدقق بقائمة الاسماء المقترحة لخلافة الرئيس عباس ومدى كفاءة تلك الاسماء، ووضع خيار اعادة احتلال الضفة الغربية على الطاولة او على الاقل احتلال مدن شمالي الضفة.

دولة الاحتلال تدخل مرحلة حرجة على عدة صعد ومن اهمها على الاطلاق فقدان قدرتها على ردع المقاومة الفلسطينية، والعجز امام ظاهرة التصدع التاريخي للسكان وتطور الامور باتجاه صراع داخلي على ارضية دينية وقومية وعلى صعيد هوية دولة الاحتلال نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى