الصفدي .. ضابط ايقاع من الطراز الرفيع .. بكل رقيّ لحّن نوتة موسيقية اطربت الجميع
التاج الإخباري – غادة الخولي
في مرحلة دقيقة للغاية وتشكل نقطة غاية في الأهمية يتطلّع الجميع فيها في الأيام الماضية للمجلس النيابي، لمناقشة الميزانية العامة للحكومة لتعلن تحولات جذرية وبنيوية تتناسب مع خارطة الإصلاح، أثبت رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي جدارته بكرسي الرئاسة؛ فبالرغم من المناقشات وحدّتها ومختلف سقوفها بين النواب استطاع ضبط محاورها وزمام أخلاقياتها واختيار المناسب والأنسب ليلخّص الأولويات والملفات الوطنية والإقتصادية المهمة والساخنة تحت القبة.
استطاع الصفدي بكل ما أوتي من حزم وضبط لتدارك وتجذير العدالة بين النواب والحكومة في الطرح والرد، وتوزيع أطراف النقاش بشكل ملفت بحزمه وتعزيز الإستحقاق بينهم وتطبيق لغة القانون النيابي والمصداقية في القرارات، وتجسير الفجوة والهوّة بين النواب والحكومة.
ولم يقتصر الصفدي بتعزيز دوره كقائد حازم وصارم في إطار وعيه بمحبته وقربه من الجميع نواباً ووزراء، كان يكيل النقاشات بكل حيادية، بمبادئه المتجذرة والمنطلقة من واجبه الدستوري والعمل بكل دأب بالالتزام بالنظام الداخلي في ضبط إيقاع ما يجول تحت القبة في كل الإجتماعات في لجان المجلس، وحفظ لكل فرد من أعضاء الحكومة ومجلس النواب كرامته وهيبته وعدم المساس لأي شخص بأي إساءة تصدر من أي جهة كانت، وكان يطالب بالاعتذار من كل شخص قد يسيء لغيره من جهة الآخر ليؤكد على سبل التعاون الذي يوده واتفق فيه مع رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ليعزز مفهوم العلاقة التي حددها الدستور ليلزم بها الجميع سواسية بكل لين في الوصول إلى ما يصب فيه بكل الخير لمصلحة الوطن والمواطن .
انتهت مناقشة الموازنة واقرارها من النواب للحكومة، وكان من اللافت على مدى كل الجلسات حنكة الصفدي وحكمته في فرض التعاون وتعزيز كرامة النائب والوزير على حد سواء، ليقف الوسط السياسي بكل اجلال واحترام ويرفع القبعة بكل تقدير على طريقة إدارته وأداءه في فرض الأفكار تحت القبة لا المناصب ..
