مقالات

«الاتصال الحكومي».. مطلب تأخر قليلاً

التاج الإخباري – د فيصل أحمد السرحان

إعلان دولة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة يوم الاحد الموافق 31-7-2022، عن إنشاء وزارة جديدة تحت مسمّى «وزارة الاتصال الحكومي» لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة تولّد قناعة راسخة بأن ثمة عوالق وعوائق وحواجز في العلاقة ما بين الحكومة وجماهيرها، وهي نتاج تراكمات عابرة لكل الحكومات المتعاقبة!

إذا قمنا بتشخيص أسباب هذه التحديات في » قضية الاتصال والتواصل» لمختصين في هذا الحقل، فإنه يمكن الجزم بأن من أهم أسباب هذا التنافر والتفاصل الاتصالي تتخلص في التالية (سوء التخطيط والتنظيم وإدارة المخاطر وتحديد المهددات المتعلقة في هذا المقام، عدم الاستعانة بأصحاب الاختصاص من الناحيتين العلمية والعملية لأن هذا الشان شأن علمي بحت عماده البحوث والدراسات، قصور المعرفة والرؤية الواضحة في استخدام نماذج الاتصال الملائمة لتجسير الحواجز، إضافة الى التصحر العملي والمعرفي في تحديد النشاطات الاتصالية أو العلاقات العامة?التي تردم الفجوات في هذه العلاقة، والغياب الواضح لاستخدام وتطويع الاستمالات الاقناعية في الخطاب الحكومي التي تجسّر بشكل مرض لهذه العلاقة، وأخيراً عدم إستخدام وسائل ووسائط الاتصال والتواصل الملائمة لاحداث التأثير في النمط الفكري السائد تمهيداً لتغيير السلوك).

إن العمل على السياسات العامة للدولة أمر ليس بالهيّن، خاصة إذا كان متعلقاً بقطاع يمثل اليوم «سلطة » قوية ومؤثرة وهي التي تستمد الحكومة شرعيتها منها، إنّ العمل على إطلاق برامج لاعادة هندسة العلاقة ما بين الحكومة وجماهيرها يستدعي أولاً القيام بإجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية لتحديد الاسباب الحقيقية في التفاصل الاتصالي وبشكل شفاف، تمهيداً لوضع المقاربات والاستراتيجيات الملائمة لاعادة دورة الحياة الاتصالية ما بين الطرفين الى وضعها الطبيعي بشكل كبير وصولاً لإرساء مبدأ تحقيق المصالح المشتركة.

وأؤكد هنا أن «الشفافية» هي الفيصل في تهيئة الارضية القوية في بناء العلاقات أو إعادة ترميمها، علاوة على نصيحة أخرى أقدمها تتعلق بإستخدام أهم نموذجين من نماذج الاتصال الفعالة وهما (نموذج الاتصال ثنائي الاتجاه المتوازن ونموذج بيرسون المرتكز على المشاركة في عملية صناعة وإتخاذ القرار).

وأخيراً أثني على هذه الخطوة الجرئية من قبل الحكومة، وأرجو أن ننتقل معاً من مرحلة «الاعتقاد» – كما عبّر عنها أحد الوزراء في حكومة الدكتور الخصاونة–الى مرحلة «الجزم والتيقن» المستندة على الدراسات والبحوث الامبريقية وغيرها إذا أردنا إحداث التغيير في بناء علاقة إيجابية ومستدامة بين الحاكم والمحكوم.

أستاذ العلاقات العامة وعلوم الاتصال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى