يتفقون ونحن نخسر

التاج الإخباري – الخبير الإقتصادي منير دية
وقعت تركيا مع الجانب الإسرائيلي اتفاقية في مجال الطيران وما رشح عنها هو فتح خط طيران مباشر بينهما لنقل المسافرين الفلسطينين المتواجدين على أراضي السلطة الفلسطينية الى تركيا دون الحاجة للسفر عبر الأردن ..
وهناك اخبار تتحدث ان الجانب الإسرائيلي قد اكمل الاستعداد لذلك من خلال مطار ريمون حيث سيم نقل الفلسطنيين عبر ممر آمن من مناطق السلطة الفلسطينية الى مطار ريمون ومن ثم الى تركيا وبالتالي من سيخسر في هذه الحالة هو مكاتب السياحة والسفر الأردنية وشركات الطيران والمطار ووسائل النقل وخدمات الجسور وغيرها الكثير والتقديرات الأولية تشير الى خسارة الأردن جراء هذه الاتفاقية اكثر من ٥٠٠ مليون دولار ..
جسر الملك حسين هو الشريان الوحيد الذي يربط الفلسطنيين بالعالم الخارجي ومطار الملكة علياء الدولي هو المطار الأكثر استخداماً من قبل الفلسطنيين للسفر الى دول العالم حيث يمر عبر الجسر سنوياً ما لا يقل عن ٢،٥ مليون مسافر وخسارة جزء كبير من هولاء نتيجة فتح مطار ريمون سيكون خسارة اقتصادية ..
على صعيد اخر فان ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة الامريكية والسعودية لفتح المجال الجوي السعودي امام شركات الطيران الاسرائلية وهي مقدمة لنقل الحجاج والمعتمرين الفلسطينين الذين يحملون الجوازات الإسرائيلية الى جدة مباشرة دون المرور بالأردن إضافة الى ان فتح المجال الجوي السعودي سيقلص مدة رحلات الطيران من الجانب الإسرائيلي الى دول اسيا وسيقلل الكلف مما سيزيد من السياحة القادمة من اسيا مباشرة الى الكيان الإسرائيلي دون المرور بالأردن وهذا سيسبب خسارات لقطاعات عديدة في بلدنا … وبعد الاتفاق الذي تم بين شركة اداني الهندية و شركة غادوت الإسرائيلية لتطوير ميناء حيفا ومع استحواذ شركة صينية على ميناء خليج حيفا المحاذي وما سينتج عنه من إقامة خط سكك حديدية لنقل حاويات البضائع من حيفا الى بعض الدول العربية دون الحاجة لاستخدام ميناء العقبة وبالتالي هناك تغير في منظومة النقل والخدمات اللوجستية فهل لدينا القدرة على منافسة هذه الدول والتحالفات والشراكات الجديدة في المنطقة والاقليم ..
ونحن في الأردن علينا قرأة المشهد جيداً فقواعد اللعبة في المنطقة تتغير وتتبدل والكل يسعى لمصلحته وزيادة نفوذه واستغلال الفرص المتاحة قدر الإمكان ..
منير دية
خبير اقتصادي