مقالات

“ﻳﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺭﺽ الأردن ﻭﺍﻓﻮﺍ أهل الشهيد ﺑﺨﺒﺰهم”

التاج الإخباري – بقلم معتصم الهويمل
 بكل فخر واعتزاز يزف أهل الشهيد عريسهم، بكل فخر واعتزاز يستقبل أهل الشهيد المعازيب، بكل عزة وشموخ يضعون جسد الشهيد في القبر وتنطلق الزغاريد من كل حدب وصوب.
ببالغ الأسى يستقبل أهل الشهيد نبأ الاسشهاد، وجرت العادة أن تتسابق المواقع الإخبارية على نشر تفاصيل حياة الشهيد، يُعزف لحن الرجوع الأخير ويوارى الثرى ومن ثم تبدأ معاناة أسرة الشهيد في الحياة حيث تتكالب عليهم الحياة التي لا تحترم أن لديهم شهيد.
نسمع دائمًا الكثير عن التفاصيل الدقيقة لمعاناة الشهداء من ضنك الحياة، شهيد في كل ما يملك في جيبه عملة معدنية (فكة، فراطة)، وشهيد أخر مديون للبنوك، وأخر ملتزم بأقساط شهرية أثر تكاليف زفافه.
  لا بأس في ذلك فالسواد الأعظم منا لديه التزامات شهرية، ويصارع في الحياة لأجل سدادها، لكن الشهيد لم يعد يقوى على ذلك، فقد أورث طفله أو عروسه أو أهله ذلك الدين.
بفارغ الصبر ينتظر أهل الشهيد مستحقاته لسداد دينه كي ينم قرير العين، وإن ما يبعث في النفس بعض من الطمأنينة تم ترفيع الشهيد للرتبة التي تليها، قد يراها البعض لا شيء، لكن عند أهل الشهيد هي مستحقات مالية أعلى تساعد في سداد الدين أو بناء منزل لفلذات كبد الشهيد.
 ﻫﺎﺗﻮﺍ ﻣﺎﺀ ﻟﻤﻼقات ﺍﻟﻌﻄﺸﺎﻥ، ﻳﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﺃﺭﺽ ﺗﻴﻤﺎﺀ. ﻭﺍﻓﻮﺍ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﺑﺨﺒﺰﻩ ‏ (أس 21 : 14 ) إن كان ولابد فنحن لدينا الكم الهائل من الضرائب، لا بأس بدينار أخر مطلع كُلّ عام، يؤخذ ويوضع في صندوق الشهيد الأردني ويأخذ أهل كل شهيد ما يكفيهم عن الحاجة، ليس منةً من أحد، هذا حق الشهيد علينا، فالتلفزيون له شهرياً دينار ربما أهل الشهيد ليس لديهم تلفاز أصلا.
بالأرقام كم تساوي هذه مستحقات الشهيد، إنها مقابل حياته وأمننا وأمن الوطن، هي لا شيء إنما هي (فراطة) لكن هذه المرة ليست معدنية! ما قدمه الشهيد للوطن أغلى ما يملك، لا ضير في أن يقال يُرفع الشهيد للرتبة التالية ومفيد معنويًا، ولكن أهل الشهيد يحتاجون الكثير الكثير مما يسهل حياتهم من بعده -ومش خسارة-، بهذا تُكسب الدولة هيبةً على هيبتها فهذا نجمة تضيء سماء الأردن وشجرة تنور الأرض ونبع يروي الزرع.

رحم الله شهدائنا الأبرار وتقبلهم، وأعظم الله أجرنا شعبًا وجيشًا ولناء خالص العزاء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى