مقالات

طبول الحرب

التاج الإخباريالخبير الاقتصادي منير دية

من اليابان حذر الرئيس الأمريكي جوبايدن الصين من اللعب بالنار في تايوان وتعهد بالدفاع  عن تايوان عسكرياً اذا غزتها بكين 'وعليه ردت الصين على زلة لسان الرئيس الأمريكي وقالت لا احد يستطيع ان يقف امام عزيمة ١،٤ مليار مواطن صيني في الدفاع عن السيادة الوطنية الصينية .

ثم جاء اعلان جوبايدن عن شراكة اقتصادية جديدة في منطقة اسيا و المحيط الهادئ تضم ١٣ دولة من بينها الولايات المتحدة الامريكية واليابان الهند استراليا كوريا الجنوبية ماليزيا و دول  اسيوية أخرى ما عدا الصين و يشكل هذا التكتل ٤٠٪؜ من الناتج الإجمالي العالمي ويركز على محاور الاقتصاد الرقمي وسلاسل الامداد و البنية التحتية للطاقة و مكافحة الفساد ،وردت الصين على هذا التكتل بانه محكوم عليه بالفشل . 

سيناريو الحرب  الروسية الأوكرانية قد يتكرر بين الصين وتايوان ويبدوا ان الحرب الجوسياسية استعرت بين الأطراف و هناك مراكز قوى عالمية تسعى لاندلاع هذه الحرب بأسرع وقت لازاحة الصين عن الهيمنة الاقتصادية حيث شكل الناتج المحلي الإجمالي للصين والبالغ ١٨ تريليون دولار حوالي ٢٠٪؜ من الناتج الإجمالي العالمي وهي الأولى في حجم الصادرات عالمياً  و ثاني اكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة الامريكية .

يبدوا اننا على أبواب حرب جديدة وسيدخل  العالم في نفق ازمة أخرى من نقص السلع وارتفاع الكلف وأسعار الشحن وتعطل في سلاسل الامداد و بالتالي صعود التضخم مرة أخرى الى ارقام قياسية ،هذا بدوره سينعكس على حياة الشعوب وغلاء المعيشة وسيزيد الأعباء على الدول الفقيرة ويرفع من نسب الفقر والبطالة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول والشعوب ..
صراع النفوذ وتقاسم الأدوار والهيمنة الاقتصادية والسيطرة على مقدرات الشعوب والتحكم بانظمة الاتصال والانترنت والبحث العلمي هي ابرز ملامح الحرب القادمة .

الاعتماد على الذات و تحرير الإمكانات وتحقيق الامن الغذائي من خلال الزراعة والصناعة وإيجاد مصادر للطاقة و اخراج ما في باطن الأرض من مقدرات هي ابرز ما نستطيع عمله في الأردن لنحمي انفسنا مما هو قادم ..
منير دية 
خبير إقتصادي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى