مقالات

ما بين بوتو وعمران خان باكستان إلى أين ..؟

التاج الإخباريبقلم: نادر القاسم
 في ذكرى اعدام رئيس الوزراء الاسبق ذو الفقار علي بوتو في نيسان عام 1979 رفضت الجمعية الوطنية الباكستانية في بداية الأسبوع مذكرة للمعارضة الباكستانية بحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء عمران خان بعد رفض نائب رئيس الجمعية الوطنية عرضها للتصويت على النواب كونها مخالفة للدستور وجاءت بناء على ضغوط خارجية في إشارة إلى الولايات المتحدة الامريكية التي اتهمها عمران خان بالسعي إلى إسقاط حكومته بالضغط على المعارضة المتمثلة في حزبي الشعب والرابطة الإسلامية الباكستانيين والمنشقين من نواب حزبه الإنصاف.

 رئيس الوزراء عمران خان طالب بعد فشل التصويت بحل البرلمان (الجمعية الوطنية الباكستانية) وتنظيم انتخابات مبكرة
 الرئيس الباكستاني عارف علوي وافق على طلب رئيس الوزراء بحل البرلمان وإجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر ويعتقد على نطاق واسع حول العالم أن الخلاف الحاد بين عمران خان والإدارة الأمريكية يكمن في العديد من الملفات الدولية الجيوسياسية والتي تعتبر الأسباب الرئيسية لسعي واشنطن الاطاحة بحكومته.
 ومن أبرز هذه الاسباب رفضه ربط الإسلام بالإرهاب ووصفه حكام العالم الإسلامي بالدمى التي تديرها واشنطن اضافة لزيارة خان  لموسكو واجتماعه مع الرئيس بوتين واعلان دعمه للغزو الروسي لاوكرانيا واقامة جسر تجاري قوي مع التنين الصيني الذي سيقلل من اعتماد باكستان على أمريكا كما أن  عقده تحالف قوي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومساعدتها على تطوير البرنامج النووي وفتح العلاقات التجارية لمساعدة إيران على تجاوز العقوبات الأمريكية والغربية .

من ناحية اخرى لم تنسى دوائر صناعة القرار الامريكي الدعم الباكستاني لحركة طالبان عسكريا واستخباريا ورفض الحكومة الباكستانية إقامة قواعد أمريكية متقدمة على اراضيها الأمر الذي أدى إلى هزيمة القوات الأطلسية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية
وانسحابها من أفغانستان
كما أن واشنطن بتحريض إسرائيلي لن تتغاضى عن المواقف الباكستانية المؤيدة للفلسطينيين وحقهم في دولة فلسطينية وأحجام إسلام آباد عن مواكبة خطوات التطبيع واتفاقات السلام الإبراهيمي اضافة لرفض باكستان المشاركة بقوات في عاصفة الحزم باليمن واتخاذ موقف ضد طهران كما ساهم في تأليب الإدارة الامريكية ضد حكومة عمران خان بعض الأطراف الاقليمية والعربية 
 رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أعلن صراحة في كلمته للشعب الباكستاني إن الولايات المتحدة تسعى لتقويض حكومته.
 
ويعتقد كافة المتابعين للشأن الباكستاني أن المحاولات الأمريكية لن تتوقف عن التحريض ضد حكومة عمران خان لاسقاطها بكل السبل لإبعاده عن المشهد السياسي الباكستاني الذي يدور في الفلك الامريكي منذ عقود طويلة فهل سيتمكن عمران خان وحزبه حركة الإنصاف من الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة وإعادة تشكيل حكومة جديدة الأمر الذي يعد انهزاما لواشنطن والتي ستعمل بكل تأكيد على تعطيل اجرائها في موعدها المعلن عنه أو تحريض قيادات في الجيش للاستيلاء على السلطة وإنهاء دور عمران خان من الحياة السياسية الباكستانية وربما محاكمته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى